سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرباح: نجاح الانتقال الطاقي العالمي يبقى رهينا بتطور التعاون والشراكات المتعلقة بالطاقات النظيفة خلال النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي حول الطاقات المتجددة
أكد المشاركون في النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي «فوتوفولتايكا » الخاص بالطاقات المتجددة، التي اختتمت أشغالها أمس الأربعاء بمراكش، على أهمية الطاقات المتجددة في التنمية السوسيو اقتصادية بالقارة الإفريقية، خاصة الكهروضوئية بالنظر إلى توفر الطاقة الشمسية بالقارة، والولوج إلى التكنولوجيا المرتبطة بها. وشدد المشاركون في هذه التظاهرة المنظمة من قبل وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، على ضرورة تعزيز النجاعة الطاقية على المستوى الإفريقي، لتوسيع نطاق الاستفادة منها. وأجمع المشاركون في هذا المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار «نحو التنمية المستدامة في إفريقيا »، على ضرورة جعل قطاع الطاقة من بين الأولويات بكل دولة على حدة، باعتباره المحرك الأساسي للتنمية السوسيو اقتصادية. وأشاد المشاركون بالتقدم الذي حققه المغرب والخبرة التي راكمها، ما مكنه من لعب دور ريادي في مجال الطاقات المتجددة على المستوى القاري، ليكون بذلك نموذجا يحتذى، مشيرين إلى أن المغرب أصبح رائدا في مجال الطاقات المتجددة، وقادرا على العمل بشكل ناجع على تخفيض نسبة التكلفة المرتبطة بإنتاج الطاقة. وفي هذا السياق، أوضح عزيز الرباح، وزيرالطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن المغرب يسير قدما وبحزم في انتقاله الطاقي الخالي من الكربون، وأن تحليه بإرادة قوية لتنمية الطاقة الشمسية، خاصة الطاقة الكهروضوئية، يعد اختيارا يتناسق مع التوجهات الدولية، التي تبرز أنه في أفق 2030 ، ستصل القدرة العالمية إلى 2000 جيغا واط. وأضاف الرباح أن مركب الطاقي نور 1 بورزازات يولد حاليا طاقة شمسية بقوة 160 ميغا واط، وأن هناك سعيا حثيثا لبلوغ 350 ميغا واط، منها 170 ميغا واط للطاقة الكهروضوئية. وسلط الرباح الضوء على الاستراتيجية الطاقية المغربية، مشيرا الى أن دينامية تطوير لطاقة الكهروضوئية تتواصل من خلال تدابير متعددة تعتمد على الانفتاح على السوق الكهربائية للطاقات المتجددة ذات التوتر المتوسط والمنخفض، ومبرزا أن هذه الموارد سيكون لها أثر إيجابي سوسيو اقتصادي على القطاع، خاصة في مجال الاستثمار، وإحداث تكوينات في تخصصات مرتبطة بهذا المجال، وخلق مناصب للشغل وتنمية المناطق التي توجد فيها مشاريع الطاقات المتجددة. وبعد أن أكد أن المغرب يواصل ديناميته لإنجاح الانتقال الطاقي العالمي عبر لعب دور فعال جدا على مستوى المنطقة المتوسطية وبالقارة الإفريقية، أوضح الرباح أن نجاح الانتقال الطاقي العالمي يبقى رهينا بتطور التعاون والشراكات المتعلقة بالطاقات النظيفة بالإضافة إلى إدماج الشبكات والأسواق ذات الصلة بالجانب المرتبط بالكهرباء. من جانبه، أكد جورج سيغورو سانشيج، كاتب الدولة في الطاقة بالبرتغال، أن الشراكة بين المغرب والبرتغال، التي ستتعزز بالربط الكهربائي بين البلدين، تعتبر استراتيجية بالنسبة للبرتغال وأيضا للمغرب، وهي أرضية للتعاون الواسع الذي يشمل عدة جوانب ذات الصلة الطاقة التي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للطرفين، مضيفا أن هذه الاستراتيجية ستمكن من اندماج الأسواق الطاقية التي تشكل «حلقة وصل » بين أوروبا وإفريقيا. وخلص المسؤول البرتغالي إلى أن الأهداف التي تجمع المغرب والبرتغال مشتركة ويتطلعان إلى تحقيق تنمية مستدامة، مؤكدا أن المقاولات البرتغالية الموجودة بالمغرب استفادت من فرصة الاستثمار في المجال الطاقي بالمملكة. وأشار مصطفى الباكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، إلى أن المملكة المغربية ستعمل خلال متم السنة الجارية، على تحديد المحاور الكبرى لمشاريع الطاقات المتجددة في أفق 2030 ، بتخصيص مشروع لكل جهة، ما سيمكن الفاعلين المعنيين وخاصة بالقطاع الخاص من التوفر على رؤية أكثر وضوحا في هذا المجال. وأعرب الباكوري عن أمله في جعل سنة 2018 سنة أجرأة المشاريع على مستوى القارة الإفريقية، مؤكدا أن الاستراتيجية الطاقية لأي بلد يجب أن تكون معززة بتعبئة قوية من كافة المؤسسات وقابلة للتنفيذ، حتى تتيح اتخاذ الاختيار الأهم حول استعمال التكنولوجيات. وشمل برنامج هذا الحدث، الذي جمع حوالي 700 مشارك من بينهم مسؤولون من بلدان إفريقية وأوروبية ومستثمرون في مجال الطاقات المتجددة من دول مختلفة، مجموعة من اللقاءات والاجتماعات بمشاركة مهنيين من قطاع الطاقة المتجددة بشكل عام والطاقة الشمسية على نحو خاص. وشكل هذا المؤتمر فرصة للمشاركين لتقاسم التجارب ودراسة أفضل السبل للنهوض بهذا القطاع، ليس فقط بالمغرب، ولكن أيضا بالقارة الإفريقية، ومنصة للاستثمارات وتبادل الخبرات لإنجاح نموذج الاستثمار في إفريقيا .