أكد مدير الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى بكوري أن المغرب يواجه تحديات متزايدة على المستوى الطاقي تفرض البحث عن بدائل طاقية ناجعة لرفع هذه التحديات وتسريع وتيرة الانتقال الطاقي. وقال بكوري، في كلمة له خلال افتتاح الدورة الثانية للمعرض الدولي (فوتوفلتايكا 2016) الذي تحتضنه العاصمة الاقتصادية للمملكة على مدى ثلاثة أيام تحت شعار «إدماج الطاقة الكهروضوئية»، إن كسب الرهان وبلوغ أهداف الاستراتيجية الطاقية الوطنية ينطلق من مراجعة وتقييم الخطط المعتمدة سابقا، وتبني سياسة تقوم على البحث والابتكار، وذلك من أجل فتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة وتحسين وسط عيش الساكنة والاستجابة للطلب المتنامي على الطاقة، الذي بات يفرض على المغرب مضاعفة معدل الإنتاج كل سنتين. واعتبر أنه لا يكفي تصميم المشاريع والتخطيط لها، بل من الأجدر دعمها بمخططات تقوي قدراتها التنافسية وترفع من نجاعتها وتمنحها قيمة مضافة عالية، مع العمل على إزاحة كل المعيقات الإدارية والمالية للرفع من مساهمة القطاع الخاص في تطوير قطاع الطاقات المتجددة. ومن جهته أبرز الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي سعيد محمد الطاير أن دبي اختارت الاستعداد المبكر لوداع آخر قطرة نفط عبر اللجوء إلى المصادر الطاقية البديلة، التي تعتبر صمام الأمان لتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية وإكراهات المحافظة على البيئة. وأشار إلى أن «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050»، تقوم على خمسة محاور تشمل البنيات التحتية والتشريع والتمويل وبناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقات البديلة. ومن جانبه أشاد محمد بن عبد الله أبونيان، رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور السعودية، الرائدة في مجال الطاقة الشمسية، بالقرارات الجريئة التي اتخذها المغرب لمواجهة التحديات الطاقية وتثمين الكفاءات والطاقات المحلية، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الشاملة والمتكاملة التي وضع أسسها جلالة الملك محمد السادس جعلت من المغرب نموذجا طاقيا متميزا يجدر الاقتداء به عربيا وإفريقيا. ويعرف المعرض، الذي تنظمه الوزارة بتعاون مع شركة الاستثمارات الطاقية ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، مشاركة مجموعة من المسؤولين الحكوميين مغاربة وأجانب، خاصة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب مهنيين وخبراء ومستثمرين معنيين بمجال الطاقات المتجددة من بلدان مختلفة عبر العالم. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تعتبر فرصة لتقديم أحدث التكنولوجيات المتعلقة بهذا المجال، تنظيم مجموعة من الورشات الموضوعاتية خاصة ما يتعلق منها بإدماج الطاقة الكهروضوئية في الشبكات الكهربائية، ونماذج تمويل مشاريع الطاقة الكهروضوئية، وتطوير المحطات الكبيرة للطاقة الشمسية ، إضافة إلى الاندماج الصناعي وتنمية وحدات الطاقة الكهروضوئية في المناطق القاحلة. كما ستعرف التظاهرة تنظيم ورشة خاصة بالقارة الإفريقية، تتعلق بإمكانات وتحديات الطاقة الكهروضوئية بهذه القارة، فضلا عن تخصيص اليوم الختامي للبحث والتطوير والابتكار ، وذلك من أجل تقاسم ونشر الأنظمة المبتكرة والممارسات الجيدة في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الحرارية. وتجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح شهد التوقيع على خمس اتفاقيات بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة من جهة، وفاعلين مؤسساتيين ومن القطاع الخاص من جهة ثانية، بهدف القيام بمشاريع مشتركة في مجال الطاقة الشمسية والكهروضوئية، وفي مجال البحث والابتكار.