سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هارونا دجينغاري: 'فضاء التطوع' فضاء مفتوح أمام كل شخص مؤهل للانخراط في العمل التطوعي والتضامني الدولي المدير الإقليمي لشبكة فرنسا- متطوعين يتحدث عن تجربة التطوع ونشاط فرعها بالمغرب
يتحدث هارونا دجينغاري، المدير الإقليمي لشبكة "فرنسا- متطوعين" بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، في هذا الحوار عن "فضاء التطوع" الموجود مقره بالرباط، باعتباره فرعا للشبكة، وعن دوره في ترسيخ مبادئ التطوع، كما يتحدث هارونا عن أهمية وهدف التطوع، وحاجته إلى تشريع وإلى انخراط جدي يؤسس لثقافة التضامن والالتزام بخدمة الآخر. التطوع تقليد راسخ في تاريخ المغرب لكنه يحتاج اليوم إلى إطار قانوني حتى يمكن أن يجد مكانته الحقيقية في المجتمع هارونا دجينغاري المدير الإقليمي لشبكة 'فرنسا- متطوعين' بشمال إفريقيا والشرق الأوسط يتحدث إلى متطوعين ومتطوعات ما هي طبيعة عمل شبكة "فرنسا- متطوعين"؟ ومتى تأسس فرعها بالمغرب؟ بداية، أقول إن الجمعية الفرنسية للمتطوعين من أجل التقدم، التي تأسست في 1963، أصبحت تحمل اسم "فرنسا- متطوعين"، ابتداء من فاتح أكتوبر 2009، بمبادرة من السلطات العمومية والعالم الجمعوي. وتواصل مهمة إرسال متطوعين للتضامن الدولي مع إسنادها مهمة جديدة ذات منفعة عامة وهي المساهمة في التنمية، كما ونوعا، في مختلف أشكال الانخراط في العمل التطوعي والتضامني على المستوى الدولي، وهم من يطلق عليهم "المتطوعون الدوليون للتبادل والتضامن والمعروفين اختصارا ب "VIES ". وفي سنة 2007، قررت شبكة "فرنسا- متطوعين" فتح تمثيليتها الوطنية بالرباط. أنتم تشجعون الشباب للانخراط في مبادرات للتطوع. ماهي المؤهلات التي يجب أن تتوفر في هؤلاء الأشخاص؟ وكم تستغرق مدة تجربتهم أو تكوينهم في المتوسط؟ مجتمع المتطوعين الدوليين للتبادل والتضامن يتضمن 3 مراحل للعمل، وهي التطوع في المرحلة التعلمية والتبادل، وتهم كل شخص يعيش أولى تجاربه واكتشافاته للواقع الدولي، ويشتغل في ورشات شبابية، سفريات اكتشافات منح مختلفة... وتستغرق من أسبوعين إلى 3 أسابيع. وتطوع التبادل والكفاءات، ويهم كل شخص نشيط أو متقاعد يرغب في إغناء تجربته، وإضفاء خبرته المهنية، لمدة 10 إلى 15 يوم. ثم الانخراط في "تطوع التضامن الدولي"، الذي يهم كل شخص يلتزم بعقد مع جمعية معترف بها، لمدة من 24 إلى 36 شهرا. وهذا ما نعتزم التأسيس له، على مستوى المغرب، من خلال هذا الفرع أو تمثيليتنا بالرباط، في إطار تطوير التجربة وتنميتها. هل تجدون أن مجال التطوع بالمغرب متقدم كفاية؟ المغرب أرض جبلت على تقليد راسخ في تاريخها وهو حفاوة الاستقبال. بالتالي فالتطوع هو ثروة عريقة بالمغرب. هذا الأخير كان دائما منبعا للتضامن. غير أن التطوع يحتاج اليوم إلى تقنين حتى يمكن أن يجد مكانته الحقيقية في المجتمع. ولهذه الغاية، نرافق "المجموعة المغربية للتطوع"، بتعاون وثيق مع البرنامج التشاوري المغرب، وشركائه المؤسساتيين في مبادرة المرافعة التي ترمي إلى تزويد مجال التطوع بالمغرب بإطار قانوني. وما هي الخطوات التي ينبغي اتباعها في حالة وجود رغبة لأي شاب في الالتحاق بعملكم؟ نعم، فضاء التطوع بالمغرب مفتوح لاستقبال كل الشباب المغربي الراغبين في الانضمام إلينا أو المساهمة في إحدى مشاريعنا التطوعية، ومفتوح أيضا أمام كل فعاليات المجتمع المدني ومؤسسات التكوين، والجماعات المحلية الراغبين في احتضان متطوعين. حتى الآن تقتصرون على العمل مع الشباب. فهل تفكرون في توسيع برامجكم لتشمل الأشخاص المتقاعدين أو في وضعية بطالة الذين، في الواقع، هم أكثر تفرغا للعمل التطوعي؟ كما قلت، فضاء التطوع مفتوح أمام كل من يجد في نفسه المؤهلات التي يقتضيها العمل التطوعي من تفرغ وقابلية للتكوين وحب للعمل ضمن الجماعة.. فالتطوع ليس عملا فرديا، عمل تبادلي بين شخص أو مجموعة تمنح من وقتها، وعملها، وطاقتها لفائدة مشروع ذي منفعة عامة، وبين جماعة استقبال تعرض على المتطوعين أرضية للتعلم والتجربة والبناء الشخصي والجماعي. لذا فأي شخص يتوفر على هذه المؤهلات هو مرحب به، أكان شابا أو متقاعدا. هل يمكن اعتبار أن التطوع هو عمل خيري في مضمونه؟ أغتنم هذا السؤال لأرفع اللبس بين معنى التطوع ( volontariat) والعمل الخيري ( bénévolat). فالتطوع هو التزام بعمل محدود في الزمن، ضمن مشروع يخدم جماعة أو مؤسسة معينة، عكس العمل الخيري الذي هو عمل فردي لا يفرض أي تعاقد أو التزام بمدة زمنية محددة، كما لا يفرض التبادل والأخذ والعطاء. التطوع برنامج جمعوي، يشكل مجتمعا مصغرا بأشخاص من هوية اجتماعية أو جغرافية أو ثقافية، حول مشترك يجري بناؤه وتطويره. إذن التطوع يقوم على أخذ وعطاء، في إطار من الانفتاح الثقافي والتعلم المتبادل، ولا يمكن أن يتجسد معناه الحقيقي إلا في هذه العلاقة التبادلية.