استقبل شباب "فضاء التطوع- المغرب" فريقا من 22 متطوعا من إقليم شمال كاليدونيا الجديدة، يرافقهم تربويون، في إطار برنامج تضامني واسع سينقلهم إلى زيارة جمعيتي التويزة بمدينة الخميسات، وأمودو بتارودانت، لمدة شهر قضوه في ضيافة الجمعيتين، من 9 يناير إلى 9 فبراير الجاري. متطوعون من البلدين تأتي هذه المبادرة في إطار شراكة بين جمعية تطوع فرنسا، وإقليم شمال كاليدونيا، أقام فيها المتطوعون من البلدين عدة مشاريع تخص أوراش تضامنية. وهكذا، استقبل جمعية تويزة بالخميسات مجموعة من 12 متطوع كاليدوني، من أجل إنجاز ورش حول موضوع " تأهيل النوع من أجل الاندماج السوسيو اقتصادي"، حيث قام المتطوعون من كاليدونيا إلى جانب نظرائهم المغاربة من الخميسات بالعمل على ترميم وإصلاح مركز للتعاون الوطني، الذي كان يحتاج إلى تجديد، وكذا إصلاح وتجديد المحل التجاري التضامني التابع للتعاون الوطني بالخميسات. في حين قامت المجموعة التي التحقت بتارودانت في ضيافة جمعية امودو، بعمليات تنظيف وإصلاح ملعب لكرة القدم، ظل مهملا لمدة طويلة، إلى أن تحول إلى مستودع للنفايات، فرسموا جداريات جميلة أضفت على الفضاء الرياضي جمالية ومنظرا جديدا، بالإضافة إلى مشاركتهم في ورشات يدوية مثل صناعة الجلد، وأعمال الرسم والصباغة داخل مدرسة ابتدائية، وورشات أخرى تهم اكتشاف الموروث الثقافي المغربي. وكان انجاز هذه المبادرة ثمرة برنامج انطلق في 2012، في إطار شراكة بين جمعية متطوعي فرنسا والحكومة المركزية لإقليم شمال كاليدونيا. وهو برنامج يؤكد قوة انخراطه وطموحه لتزويد الشباب المتطوعين من كاليدونيا الجديدة ومن المغرب، بفرصة جيدة لاكتشاف ثقافات جديدة والرقي بمواطنتهم عبر الأنشطة المقترحة عليهم. وقال محمد جدري، المسؤول عن فضاء التطوع المغرب، إنها مبادرات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الشباب المغربي وشباب كاليدونيا الجديدة، ولتبليغ رسالة مفادها أنه بالتضامن وحس المواطنة يمكن من العيش في محيط أنظف. وأوضح أن مثل هذه اللقاءات وهذا التبادل الثقافي والاجتماعي من شأنه أن يشكل مناسبة مهمة للتعرف على ثقافات أخرى، وتبادل المعارف والتجارب في مختلف المجالات، التي يبدع فيها الشباب، وكذا هو فرصة لمناقشة قضايا الشباب التي لا تختلف عالميا رغم اختلاف المجتمعات. من جهته، قال المدير الجهوي ل "متطوعي فرنسا بشمال إفريقيا والشرق المتوسط"، هارونا دجينغاري، الذي رافق الشباب الكاليدوني، إنها مبادرة انفتاح ثقافي والتعلم المتبادل بين الشباب التطوعي والجمعيات الشريكة، مبرزا أن مهمة جمعية متطوعي فرنسا تكرس المساهمة في التنمية الكيفية والكمية لمختلف أشكال الانخراط التطوعي والتضامني. وقال دجينغاري، في تصريح ل "المغربية"، إن فضاء التطوع، كفرع للشبكة الفرنسية بالمغرب، هو فضاء مفتوح في وجه كل المهتمين في مجال التطوع، من جمعيات وفعاليات مدنية، وفاعلين في التنمية، تجمع بينهم قيم الالتزام والتضامن والانفتاح على العالم، من أجل تبادل وتقاسم كفاءاتهم المتنوعة، معتبرا أنه ليس صدفة إقامة هذا الفضاء بالمغرب، أرض الضيافة التي تعتبر فيها عادات التطوع والتضامن ثروات عريقة. وأوضح هارونا أن الأمر يتعلق بفضاء يستقبل، على مدار السنة، الفاعلين من الأفراد، خاصة الشباب، الذين تحدوهم الإرادة في القيام بأعمال تطوعية، ويلتمسون في أنفسهم القدرة على العمل، سواء داخل الجمعيات، أو في إطار مجموعات لإنجاز مشروع لصالح سكان منطقة معينة، أو فئة في حاجة إلى خدمة اجتماعية أو بيئية أو صحية. من جهتهم، عبر الشباب من متطوعي اقليم كاليدونيا الجديدة عن ارتياحهم لهذه الزيارة التي مكنتهم من التعرف على وجه جديد من الثقافة المغربية، وأعطتهم فرصة المساهمة في مبادرة تنموية من هذا النوع. وقالوا إن هذه الزيارة هي رسالة للعالم تبرز عطاء الشباب وطاقاتهم وكذا إرادتهم في خلق التغيير وجعل المستقبل أفضل.