أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار أن المغرب وبلجيكا تربطهما علاقات سلسة ومسؤولة تخطو بثبات نحو المستقبل. أوضح مزوار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش انعقاد اللجنة الثانية العليا المشتركة للشراكة المغربية البلجيكية اليوم الثلاثاء ببروكسيل أن بلجيكا التي تعد شريكا جديا للمغرب، تعتبر المملكة بلدا يتمتع بدينامية وانفتاح متفرد في المنطقة، مضيفا أن طموح البلدين هو التقدم نحو شراكة متجددة ومبتكرة. وأشار الوزير إلى أن اللجنة الثانية العليا المشتركة للشراكة المغربية البلجيكية تشكل فرصة من أجل تقييم حصيلة العلاقات الثنائية والإعداد لمستقبل أفضل، والبحث عن سبل جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين. وفي هذا الصدد، قال الوزير إنه على مستوى الحوار السياسي، فإن المغرب وبلجيكا سيوقعان بهذه المناسبة على اتفاق يهدف إلى مأسسة المشاورات السياسية لتتحول إلى موعد سنوي لتقييم العلاقات الثنائية والتفكير في وسائل للعمل المشترك في ما يتعلق بالقضايا الدولية. وأبرز تطابق وجهات النظر بين البلدين في القضايا المحورية التي تمس العالم والمنطقة العربية، وانشغالهما مشترك إزاء الاستقرار في الساحل، وتأكيدهما على ضرورة التدخل لأهداف إنسانية في النزاع السوري. من جهة أخرى، أكد صلاح الدين مزوار أن "المغرب يشدد بشكل خاص على البعد التنموي في علاقاته مع إفريقيا انطلاقا من إيمانه بأهمية العمل على تحقيق الاستقرار والسلم والتنمية في القارة السمراء، مشيرا إلى أن اتفاق الشراكة الثلاثي الأبعاد الموجهة نحو المساعدة من أجل التنمية التي سيتم التوقيع عليه اليوم بين المغرب وبلجيكا تندرج في هذا الإطار. وأكد الوزير أن الاتفاق يركز بالأساس على جوانب لها علاقة بالتنمية البشرية والتكوين والفلاحة والماء وكل ما يتعلق بالتنمية بصفة عامة. وعلى مستوى التعاون الاقتصادي، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون على أهمية هذا البعد في العلاقات الثنائية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بلجيكا تعتبر المغرب بلدا يتوفر على فرص كبيرة وكأرضية للانطلاق نحو إفريقيا. وأكد صلاح الدين مزوار على البعد الإنساني في العلاقات الثنائية بالنظر للعدد الكبير لافراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الأوروبي والتي تخلد الذكرى الخمسين لهجرة المغاربة إلى بلجيكا. وصرح في هذا الصدد بأن "الجالية المغربية مندمجة بشكل جيد. لدينا اليوم نخبا منخرطة في القضايا السياسية والاقتصادية والجمعوية"، معتبرا ذلك "ثروة مشتركة" يأمل المغرب في توظيفها. وأضاف رئيس الديبلوماسية المغربية "نريد أن تنخرط هذه الجالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وفي تعزيز تنوع الروابط بين البلدين". ويشارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون في أشغال اللجنة الثانية العليا المشتركة والتي يترأسها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران عن الجانب المغربي والوزير الأول إليو دي روبو عن الجانب البلجيكي. وستتوج أشغال هذا الاجتماع بالتوقيع على اتفاقات تعاون مهمة تتعلق بالمشاورات السياسية والتعاون الأمني والمساواة بين النساء والرجال والتعاون الثلاثي الأطراف في مجال التكوين. ويعتزم المغرب وبلجيكا بذلك تعزيز تعاونهما في المجالات التي يرتبطان فيها بعدد من الاتفاقات.