اقترح الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون٬ يوسف العمراني٬ إحداث منتدى برلماني مغربي-بلجيكي٬ حيث سيكون بمقدور برلمانيي البلدين تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الأولوية بهدف تعزيز العلاقات بين الهيئات التشريعية المغربية والبلجيكية. وتقدم العمراني بهذا الاقتراح٬ خلال المباحثات التي جمعته، يوم الجمعة المنصرم، ببروكسل، مع رئيس مجلس النواب، أندري فلاهوت، والنائب الأول لرئيس مجلس الشيوخ البلجيكي، داني بيترز٬ كل على حدة٬ بحضور سفير المغرب لدى المملكة البلجيكية ودوقية لوكسمبورغ٬ سمير الدهر. وأوضح العمراني٬ في تصريح للصحافة٬ أن هذا المنتدى سيساهم في تعزيز العلاقات الكثيفة ومتعددة الأبعاد التي تربط المغرب ببلجيكا٬ بالنظر إلى الحضور القوي للجالية المغربية بهذا البلد والدور الذي تضطلع به على المستوى السياسي وبمختلف دوائر صنع القرار. وأضاف أن المباحثات٬ التي جمعته بالمسؤولين البلجيكيين٬ انصبت على العلاقات الممتازة القائمة بين البلدين والآفاق المتاحة أمام مؤسساتهما البرلمانية والجهوية في المغرب والإسلام في أوروبا. كما تناولت المباحثات القضايا الدولية٬ بما في ذلك الوضع في المنطقة الأورو-متوسطية، والشرق الأوسط، ومنطقة الساحل، والأزمة السورية، والعنف بشرق الكونغو. من جهتهما٬ رحب فلاهوت وبيترز بمقترح الوزير المغربي٬ وأكدا أن هذا المنتدى البرلماني سيمكن من تعزيز العلاقات بين المؤسسات البرلمانية بالبلدين. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الشيوخ البلجيكي إنه "من المهم جدا اغتنام هذه الفرصة لجمع البرلمانيين المغاربة والبلجيكيين بغرض تبادل وجهات نظرهم حول الموضوعات الثنائية ومتعددة الأطراف ذات الأهمية القصوى". وعبر المسؤول البلجيكي٬ في هذا الصدد٬ عن ترحيبه بهذه المبادرة بالنظر للعلاقات الطيبة التي تربط بين المملكتين والقرب الجغرافي بينهما وأيضا وجود جالية مغربية قوية ببلجيكا. من جانبه٬ قال رئيس مجلس النواب البلجيكي إنه بحث مع العمراني "العلاقات التاريخية الجيدة والصداقة التي تربط بين البلدين٬ فضلا عن مشاريع التعاون الثنائي في مختلف المجالات"٬ مشددا على أن الأولوية هي بلا شك للعلاقات الإنسانية بين الدول والشعوب. وعلى صعيد آخر٬ أشاد فلاهوت، أيضا، بما كان للجنود المغاربة من دور في الدفاع عن أوروبا عموما وبلجيكا بشكل خاص أثناء الغزو النازي٬ مؤكدا أن هذا العمق التاريخي ساهم أكثر في توثيق الروابط بين البلدين وتعزيز روح التضامن بينهما. من جهة أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء البلجيكي وزير الشؤون الخارجية، ديدييه رايندرز٬ يوم الجمعة المنصرم، ببروكسيل٬ أن بلجيكا تدعم تعاونا قويا مع المغرب بشأن القضايا المرتبطة بالسلام والأمن في العالم. ورحب رئيس الدبلوماسية البلجيكية٬ في تصريح للصحافة، عقب مباحثاته مع الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني٬ بنتائج اجتماع أصدقاء الشعب السوري، الذي انعقد في مراكش أخيرا٬ مؤكدا رغبة بلاده للعمل بالطريقة نفسها مع المغرب حول الوضع في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم. وقال رايندرز "أرحب بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية على تنظيمها الاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في مراكش٬ والذي عرف نجاحا كبيرا ومكن من صدور مواقف قوية". وأضاف، في هذا الصدد، أن المغرب يضطلع بدور مهم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في ما يخص الملف المالي٬ مشيرا إلى أن بلجيكا٬ على غرار الاتحاد الأوروبي٬ مستعدان للتدخل ومواكبة مساعي وجهود المغرب بشأن هذه القضية. وأكد أيضا، على موقف بلجيكا القاضي بالعمل مع المغرب، خاصة في ما يتعلق بالوضع في وسط إفريقيا. من جهة أخرى٬ أشاد رايندرز بعلاقات التعاون والشراكة التي تجمع المغرب وبلجيكا٬ مشيرا إلى أن البلدين يبذلان ما في وسعهما لتعزيز هذا التعاون وتقويته. وبعد أن وصف العلاقات البلجيكية-المغربية بالجيدة٬ أشار إلى أن الجانبين يؤكدان على أن التنمية الاقتصادية تبقى في صلب العلاقات الثنائية. ورحب بتبادل وجهات النظر مع العمراني حول كيفية إنجاز مشاريع استثمارية جديدة تهدف إلى إحداث مناصب الشغل وتطوير القطاع٬ مضيفا أنه سيجري الوصول إلى جواب مهم للتحديات الراهنة للمغرب، سواء من خلال المشاريع الثنائية أو من خلال مشاريع بمعية شركاء آخرين من أجل إنعاش قطاع التشغيل. من جانبه٬ قال العمراني إن المغرب وبلجيكا عازمان على استثمار مكتسباتهما بما يؤدي إلى إقامة شراكة طموحة٬ من خلال إشراك فاعلين جدد مثل البرلمان والمجتمع المدني والمقاولات، التي تشكل رافعة مهمة لخلق فرص الشغل وتحفيز النمو. وأضاف أن بلجيكا تتوفر على الخبرة اللازمة لمواكبة مشاريع التنمية في المغرب من خلال استثمارات ملموسة، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال التعاون الثلاثي مع الشركاء الآخرين في بلدان الخليج. وأشاد العمراني بالحوار السياسي الاستثنائي بين المغرب وبلجيكا٬ والمؤهلات الكبيرة للبلدين المعروضة أمام المقاولات المغربية والبلجيكية٬ والعمل المشترك في مجلس الأمن بشأن القضايا التي تهم السلام والأمن.