أكد شيخان من الطريقتين التيجانية والقادرية البوتشيشية بمالي أن الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدولة مالي، تشكل لحظة قوية ذات بعد روحي بالنسبة للماليين الذين يكنون تقديرا واحتراما كبيرين لشخص جلالة الملك. بالنسبة للشيخ تييرنو هادي تيامي رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية، فإن هذه الزيارة هي مبعث فخر للشعب المالي الذي سيستقبل جلالة الملك بكل ما يليق به من حماس وتقدير. وأبرز الشيخ تيامي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للإنباء، التقدير الكبير الذي يحظى به أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المنطقة بصفة عامة وبمالي على وجه الخصوص، مؤكدا أن "العلاقات بين المغرب ومالي علاقات عريقة، قائمة على التبادل الإنساني والثقافي المكثف وتطبعها المشاعر الروحية والدينية العميقة". وأشار الشيخ تيامي إلى أن "عدة مخطوطات تؤكد هذه الحقيقة"، بحيث تبرز الروابط التاريخية المتينة بين البلدين. وعبر رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية، بالمناسبة، عن امتنانه العميق لصاحب الجلالة على المبادرة الملكية بتكوين 500 إمام مالي بالمغرب، معتبرا أن هذه المبادرة المحمودة تعكس بجلاء انخراط المملكة المتجدد في إعادة بناء حقل ذي أهمية قصوى بالنسبة لمالي. وأضاف أن هذه التجربة تعد نموذجا رائدا للتعاون، بما من شأنه تطويق التطرف في منطقة تعد مرتعا للنشاط الإرهابي، إضافة إلى نشر الاعتدال ومبادئ الوسطية والتسامح والانفتاح. ومن جهته، أشاد مقدم الطريقة القادرية البوتشيشية في باماكو الشيخ زكرياء موسى، مايغا بالريادة الروحية والدينية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن هذه الزيارة ستشكل فرصة "لتجديد الروابط الروحية والدينية العميقة" بين البلدين. كما نوه، بالمناسبة، بتجربة المغرب في تدبير الشأن الديني والدور الريادي الذي تلعبه المملكة كنموذج للاعتدال والانفتاح، والتصدي للتطرف من خلال نشر القيم السمحة للإسلام.