رغم الحملات الإشهارية والتحسيسية بخطورة حوادث السير، فإن حرب الطرق بجهة مكناس- تافيلالت ما زالت مستمرة في حصد المزيد من الأبرياء، في ظل غياب التحسيس بالمسؤولية من طرف بعض السائقين وتهورهم. حادثة سير بضواحي مكناس (أرشيف) حسب المهتمين بالشأن المحلي، تعد جهة مكناس نقطة سوداء في مجال حوادث السير على الصعيد الوطني، بحكم طبيعتها الجغرافية وهشاشة بنيتها الطرقية من جهة، وعدم احترام السائقين لقانون السير من جهة ثانية، في الوقت الذي يتساءل العديد من المتتبعين عن مصير المخطط الاستعجالي للسلامة الطرقية الذي سبق تقديمه قبل عدة سنوات بمدينة مكناس. تعد جهة مكناس نقطة سوداء في مجال حوادث السير بسبب طبيعتها التضاريسية المعقدة في بعض الاقاليم كإيفران وخنيفرة، إضافة الى تهور بعض السائقين في المناطق ذات التضاريس المستوية على وجه الخصوص، وتحديدا عند هضبة سايس، وهو ما جعل الثلاثي الحضري فاسومكناس وخنيفرة بمثابة دائرة "النار" في مجال حوادث السير، التي تخلف سنويا عددا من القتلى والجراحي والمعطوبين. وتبقى وسائل النقل على وجه الخصوص من حافلات نقل المسافرين وشاحنات لنقل البضائع في مقدمة المتسببات في حوادث السير، تليها سيارات الأجرة الكبيرة وباقي أنواع السيارات. وتزداد حدة حوادث السير في المناسبات والعطلة الصيفية. من جهة ثانية، تشكل الطريق الوطنية الرابطة بين فاسومكناس نقطة سوداء في مجال حوادث السير بسبب الضغط الناجم عن ضخامة أسطول السيارات والشاحنات والحافلات. وعادة ما يختار السائقون هذا المحور الطرقي عوض استعمال الطريق السيار، في حين قل عدد حوادث السير عند الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي الحاجبومكناس، بعد تحويلها الى طريق مزدوجة. وتبقى الطرق الوطنية، التي تربط بين مكناس بسيدي قاسم وفاس وسيدي قاسم عبر نزالة بني عمار بجبل زرهون من النقط التي تعرف حوادث السير بسبب ارتفاع ضغط أسطول السيارات والشاحنات وسيارات الأجرة الكبيرة. وبخصوص مدينة مكناس، بصفتها عاصمة الجهة، والبالغ عدد سكانها مليون نسمة، فالوضعية تسير في بعض التحسن، بفضل الحملات والمراقبة اليومية لشرطة المرور. اليوم الوطني للسلامة الطرقية يشكل يوم 18 فبراير من كل سنة موعدا للاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية، ويكتسي بمدينة مكناس طابعا خاصا، إذ يتضمن عدة فقرات تهم بالأساس توزيع ونشر اللافتات بمدارات محطات السيارات الأجرة بالمحطة الطرقية من طرف الجمعية الجهوية للسلامة الطرقية، وتنظيم ندوات للتذكير بأهم المبادئ السلوكية للراجلين بإحدى الثانويات، والقيام بحملات مراقبة الخوذات من طرف عناصر الأمن الوطني عند المسالك العمومية بالنسبة لسائقي الدراجات النارية، وتوزيع المنشورات والمطبوعات، والتحسيس عند المدارات محطات سيارات الأجرة بالمحطة الطرقية من طرف الهلال الأحمر ومجموع الجمعيات.