شهد شاهد من أهل السياسة في الجزائر على الدور الذي لعبه المغرب في استقلال هذا البلد الجار، الذي لم يجد صناع القرار فيه من طريقة ل"الاعتراف بهذا الجميل"، سوى التفنن في "الخطأ في حق المملكة" وضرب مصالحها وذلك كلما سنحت الفرصة لذلك، ولو حتى بخطوات حمقاء، آخرها طرد اللاجئين السوريين بطرق غير إنسانية، ودفعهم عبر الحدود الشرقية إلى المغرب. كان هذا الخروج الإعلامي بمثابة قطعة ثلج باردة نزلت على الباحثين عن تسميم الأجواء بين شعبي البلدين. فالسياسي المستقل، والمرشح للانتخابات الرئاسية بالجزائر، رشيد نقاز، اختار عدم الكذب على الجزائريين واعتماد أسلوب "التضليل السياسي"، لإلهاء الشعب الشقيق عن الأزمات الداخلية، وتسلح بالصراحة والجرأة، مستشهدا بالتاريخ، الذي لا يمكن محوه ب "نزاعات مفتعلة" تعامل معها المغرب بحكمة وبمبدأ احترام الجار. اعترف نقاز، في تصريح لقناة النهار الجزائرية، بأن الملك الراحل المغفور له محمد الخامس "ساعد الجزائر أيام الثورة، إذ كانت 5 مصانع للأسلحة في المغرب"، وزاد موضحا "لو لم يكن المغرب، في عهد محمد الخامس، رحمه الله، لما حصلت الجزائر على استقلالها". ودافع نقاز بشراسة عن الوحدة المغاربية، مؤكدا أن "المغاربة مسلمون وعرب وإخوة، ولا أحد يقول لي عكس ذلك، وهم معنا إلى الممات". وخاطب حكام الجزائر بالقول "يجب عليهم فتح أعينهم، فالسياسة صعبة، ويجب أن نكون واضحين مع الشعب الجزائري، لا يجب أن نعزل أنفسنا، وأنت ترى في أوروبا دولة واحدة لا يمكن أن تقوم بأي شيء"، ومضى موضحا "فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وإنجلترا، وإسبانيا، جميعها في رهبة، وتعرف أن العولمة صعبة جدا، في حين أن الجزائر وحدها.. عندنا قطرة بترول وغاز ونحسب أنفسنا أقوياء". قد تكون الصراحة أكثر ما تدين به الحكومة الجزائرية لشعبها، وقد تكون هذه الصراحة أكثر ما يطلب منها في علاقتها مع جيرانها، وفي مقدمتهم المغرب، الذي يبدو أن منهجيته الجديدة في المجال الدبلوماسي حركت الأرض تحت أقدام المحيط الرئاسي الجزائري، الذي استغل "الغيبوبة السياسية" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لتصعيد الهجوم ضد المغرب، في محاولة ل "التنغيص عليه" بعد الانتصارات السياسية والدبلوماسية، التي حققها في الفترة الأخيرة.