دعا امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى ضرورة تعزيز الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب السياسية. وأبرز العنصر، خلال مائدة مستديرة حول موضوع "حكامة الأحزاب السياسية" نظمتها جمعية خريجي المعهد العالي للإرادة بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث التطبيقية لتواصل المدينة، أنه ينبغي توفير الامكانيات اللازمة لتطبيق الديمقراطية الداخلية للأحزاب والاستمرار في اعتمادها في التسيير الداخلي. كما شدد على أنه ينبغي القيام بعمل جبار من أجل تجسيد الديمقراطية الداخلية باعتبار أنها ثقافة لم تترسخ بعد بشكل جيد في الممارسة السياسية المغربية، معتبرا أنه لا يمكن القول بأن الأحزاب السياسية المغربية وصلت إلى مستوى أفضل في ممارسة الديمقراطية الداخلية. وبعدما أكد أن هذا اللقاء يمنح الفرصة لمناقشة مثل هذه المواضيع والتعرف على الخطوات التي قطعتها الأحزاب السياسية في هذا المجال، أوضح السيد العنصر أن هناك تغيرات طرأت على أداء الأحزاب والتشكيلات السياسية الحالية تختلف عن تلك التي مارست العمل الحزبي خلال العقود الماضية، داعيا إلى بذل مجهود كبير من أجل تعزيز الديمقراطية الداخلية. وأكد أنه من أجل تحقيق الإشعاع للأحزاب السياسية، ينبغي الانفتاح على الجيل الجديد وعلى الطلبة والشباب والأطر، مشيرا إلى أن التواصل مع هذه الفئات يسمح بتبادل الأفكار وتوضيح مسار عمل الأحزاب وإزالة بعض اللبس الذي قد يعترض فهمها لسير الأحزاب السياسية. وفي ما يتعلق بالتنظيم الداخلي وهيكلة الأحزاب، أبرز السيد العنصر أن التنظيم القاعدي يكتسي أهمية بالغة باعتباره يمكن من ضمان التأطير والاستقطاب والتواصل عن قرب وتحقيق الإشعاع للحزب السياسي، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية، مثل الأحزاب الأخرى، تبنت هيكلة تعتمد على التقطيع الإداري للدولة، وأن الهرم التنظيمي للحزب يستند على الجماعة كخلية أساسية، والإقليم كأول سلم للتنسيق مع وجود لجنة للتنسيق على المستوى الجهوي. وأشار الأمين العام للحركة الشعبية إلى مسار الحزب منذ تأسيسه على يد عدد من المقاومين والتفاعلات التي عرفها الحزب داخليا والتحديات التي واجهها على مستوى التنظيم والهيكلة، وكذا إلى الأفكار الأساسية التي تبناها الحزب منذ نشأته. وفي هذا الصدد، أبرز العنصر أن الحزب منذ بداية عمله تبنى الدفاع عن الهوية الأمازيغية وعن العالم القروي، وكذا الدفاع عن التعددية السياسية. من جانبه، أبرز زكريا حشلاف، رئيس جمعية خريجي المعهد العالي للإرادة، أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة لقاءات مخصصة لمناقشة الحكامة داخل الأحزاب السياسية سواء في المغرب أو الخارج، مشيرا إلى أن اللقاءات الأولى مكرسة للأحزاب الممثلة في الحكومة والتي حصلت على نسبة 10 في المائة في الانتخابات التشريعية الماضية، والمائدة الأولى ستخصص لباقي الأحزاب. واعتبر السيد حشلاف أن هذه اللقاءات تعد مناسبة لجعل الأحزاب تتحدث عن مواضيع آنية تتعلق على الخصوص بالحكامة في الشأن الحزبي بالمغرب، وكذا تقريب وجهة نظرها للمواطنين في تدبير الشأن الحزبي. من جانبه، قال خالد الناصري مدير المعهد إن هذه اللقاءات تكتسي أهميتها من طابعها العلمي والأكاديمي، حيث تحاول قراءة المشهد السياسي بالمغرب من خلال استضافة الأمناء العامين للأحزاب السياسية. وأبرز أن من بين أهداف سياسة المعهد الحالية على الخصوص جعله مدرسة للنقاش وتطبيق رؤى تستجيب للمعايير الدولية مما يكرس النجاح المستمر للمعهد في أعماله وأنشطته.