تخلص سكان العاصمة الإسماعيلية من ظاهرة انقطاع الماء في مثل هذا الفصل من الأشهر الممطرة، وهو انقطاع عادة ما كان يؤجج احتجاج الشارع العام لسنين طويلة قبل سنة 2012، بسبب تعكر المياه، ما كان يخلف استياء وتدمرا عميقين لدى السكان البالغ عددهم مليون نسمة، وبالتالي تحمل المواطنين وزر حرمانهم من هذه المادة الحيوية لساعات. من أجل حل مشكل الماء وظاهرة انقطاعه بالمدينة، الذي عانى منها السكان قبل أزيد من 20 سنة، قررت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس تقوية صبيب المياه ضمن شبكة توزيعها ب 150 لترا في الثانية لمواجهة الخصاص في الماء بالمدينة، وهي الزيادة التي وصفت بالإيجابية. كما استفادت المدينة من انتهاء أشغال محطة للتصفية قبل شهور قليلة بعين الربيعة، الواقعة بتراب إقليمالحاجب، إذ سبق للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب أن أعلن في وقت سابق طلب العروض الدولية لإنجاز المشروع المذكور، الذي تداول في شأنه المجلس البلدي خلال الدورة العادية النقطة المتعلقة بتفويت المنشآت الخاصة بالعيون المذكورة، ومد قناة على طول 40 كيلومترا، حتى يتمكن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من استغلال هذه المحطة. وأفاد يوسف قلالش، مدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس في اتصال مع "المغربية"، أن أشغال مشروع محطة التصفية بعين الربيعة المشار إليها، التي أصبحت جاهزة اليوم، تعد قيمة مضافة لسكان مكناس، حيث جنبهم مسلسل الانقطاعات التي كانت تحدث بسبب وجود ترسبات في الماء أثناء نزول الأمطار، مضيفا أن جميع المؤسسات، منها الوكالة وسلطات الولاية والجماعة الحضرية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، انخرطت جميعها في احتواء مشكل الماء الذي تعانيه المدينة منذ عقود. يذكر أن مدينة مكناس تتزود بالماء الصالح للشرب من عيني "بطيط" و"الربيعة" الواقعتين بالنفوذ الترابي لعمالة إقليمالحاجب، والعينان معا تتولى تدبير مياههما وتوزيعها الوكالة المستقلة للماء والكهرباء، وتشكلان معا نسبة 50 في المائة من احتياجات المدينة، إذ تتراوح كمية المياه التي تزود بهما المدينة بين 670 و1030 لترا في الثانية. كما أن بقية احتياجات المدينة من الماء الصالح للشرب أي 50 في المائة، تقتنيه الوكالة من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من ثلاثة حقول تقع بمنطقة الحاج قدور، ورأس الماء، وسايس، ويبلغ صبيبها 860 لترا في الثانية.