أحالت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي التابع لسرية برشيد، الاثنين الماضي، على أنظار النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بسطات، شابا يدعى (ع.د)، 24 عاما، على خلفية متابعته من أجل جناية "القتل العمد مع سبق الإصرار". أحيل المتهم بعد الاستماع إليه من طرف النيابة العامة على قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، وبعد التحقيق معه تمهيديا أمر قاضي التحقيق بوضع المتهم رهن الاعتقال الاحتياطي، بالسجن الفلاحي عين علي مومن بسطات. وتعود تفاصيل الواقعة إلى صباح يوم الجمعة ما قبل الماضي، عندما جرى العثور على جثة رجل بها أثر جرح بأرض فلاحية بدوار بوعبيد جماعة الفقرا قيادة الرياح دائرة الكارة إقليمبرشيد، من طرف أحد السكان، الذي أشعر الجهات المختصة، حيث انتقل إلى مكان الحادث عناصر المركز الترابي ببرشيد، وعناصر المركز القضائي وعناصر السلطة المحلية وعناصر التشخيص القضائي التابعة للقيادة الجهوية للدرك بسطات، وعناصر التأنيس للكلاب البوليسية. كما تم إشعار النيابة العامة لدى استئنافية سطات بالواقعة، وإجراء معاينات ومسح مكان الجريمة، وأخذ عينات من مسرح الجريمة، وفتح بحث في الموضوع للوقوف على ملابسات الحادث، كما تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليميبرشيد ونقلها إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، من أجل إجراء تشريح للجثة لتحديد أسباب الوفاة. وبناء على ما جرى العثور عليه بمسرح الجريمة، تم الوصول إلى كون أنه بالقرب من مكان الجريمة كانت توجد شاحنة لنقل قنينات الغاز، التي تم تحديد الشركة التابعة لها ومن كان على متنها، وخلال البحث مع من كان على متنها، أفاد السائق ومساعده بأن الشاحنة أصيبت بعطب فتوقفت مما اضطر معه السائق إخبار أحد المسؤولين الذي أرسل إليه شخصين من أجل إصلاح العطب لكنه تعذر عليهما، لينتقل السائق رفقتهما إلى مدينة سطات قصد إحضار سيارة الجر "ديبناج"، فيما مساعده ظل بالشاحنة، وهناك قام الضحية الذي كان يحمل سكين بإلحاق أضرار مادية بالشاحنة، وكذا سرقة قنينات غاز ومبلغ مالي وبطاريتي الشاحنة، وقام مساعد سائق الشاحنة بالهرب وطلب المساعدة. وعند عودته مع أحد سكان المنطقة بواسطة دراجته النارية لاحظ وجود شخصين يعتديان على شخص آخر، لم يستطع تحديد هويته نظرا لوجود الظلام وبعد المسافة، وعند حضور سيارة "الديبناج" التحقت بمكان وجود الشاحنة وبعد قطرها، اتجهوا صوب مدينة سطات، وأكد أقوال السائق الشاحنة ومساعده، الشخصان اللذان أرسلهما المسؤول. وخلال تعميق البحث، تم الاستماع إلى أحد الأشخاص الذي جاء ذكره على لسان مساعد سائق الشاحنة، هذا الأخير دل فرقة التحقيق على أسماء أشخاص الذين عاينوا تعرض الشاحنة للتخريب والسرقة، وأكد إشعاره شقيقي الهالك بذلك، كما أفاد أنه عاين الشجار الذي كان فيها الضحية طرفا، كما تم الاستماع إلى الشهود، حيث تم التوصل إلى كون الضحية دخل في شجار مع أحد الأشخاص الذي كان يحمل قضيبا حديديا ويرتدي سترة حمراء اللون، كما أكد إخوة الضحية لوجود عداوة بينهم وبين أحد الأشخاص بالدوار"ع د". من خلال هذه المعلومات التي جمعها المحققون حول أوصاف المتهم، التي تنطبق على "ع د"، هذا الأخير بمجرد وصول عناصر الدرك إلى منزل المتهم وسؤاله عن سبب الجرح الموجود بيده والمنسوب إليه، اعترف تلقائيا بأنه هو من قتل الضحية، وقام بمدهم بأداة الجريمة التي تكمن في قضيب حديدي وسكين من الحجم الكبير، ليتم اقتياده إلى مقر مركز القضائي ببرشيد، وإشعار النيابة العامة بذلك التي أمرت بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية. وأفاد المتهم، خلال البحث معه، بوجود عداوة مع عائلة الضحية بسبب خلاف حول الحدود دام سنوات، وكانت بينهما ملفات لدى القضاء بهذا الخصوص، وأن أفراد عائلة الضحية سبق أن اعتدت على والده بالضرب والجرح وهو صغير، وسبق له أن دخل في شجار مع الضحية عدة مرات، وكونه أصبح يكن للضحية حقدا دفينا تراكم نتيجة اعتداءاته المتكررة عليه وعلى أفراد أسرته، كما أفاد أنه بتاريخ 16 يناير الجاري، في السادسة مساء، وعندما كان بمنزله حضر أخوه الأصغر ذو تسع سنوات يبكي بسبب تعرضه للضرب والرشق على يد الضحية. وبناء عليه أخذ المتهم قضيبا حديديا وتوجه إلى مكان وجود الضحية ودون مقدمات دخل معه في عراك، حيث استل الضحية سكينا من الحجم الكبير، وجرحه به على مستوى يده، حيث تمكن المتهم من نزع السكين، الذي كان بحوزة الضحية، ووجه له طعنات في أسفل العنق والظهر وأسفل البطن، ثم ذبحه من الجهة اليسرى للعنق، وبعدما تأكد من لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة، غادر المتهم مسرح الجريمة في اتجاه منزله، الذي مكث به إلى حين حضور عناصر الدرك.