خلفت فاجعة وفاة سيدة استياء سكان دائرة بويزكران، بعمالة اقليمكلميم، بعد إصابتها بأزمة قلبية ليلا، ولم تتمكن أسرتها من إسعافها نتيجة توقف خدمات مصلحة المداومة والمستعجلات بالمركز الصحي الوحيد بالدائرة، وفي غياب سيارة إسعاف مجهزة. مسيرة احتجاجية على الأوضاع التي يعيشها قطاع الصحة ببويزكران تأتي هذه الفاجعة بعد يومين من خروج السكان في مسيرة احتجاجية على الأوضاع الكارثية، التي يعيشها قطاع الصحة بهذه المدينة. وقال مصدر جمعوي في الدائرة المذكورة إن القطاع يشهد ترديا غير مسبوق، ويتجلى في النقص الكبير في الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين، خصوصا بعد إغلاق المستشفى العسكري الجراحي المتقدم، ونقله لمدينة كلميم، بالإضافة إلى عدم قدرة المستوصف الصحي الوحيد بالمدينة على تلبية حاجيات المرضى المتوافدين ولا السكان الذي يقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف نسمة. وأضاف المصدر إن مصلحة المداومة والمستعجلات توقفت في الآونة الأخيرة بالمركز الصحي ببويزكران، بسبب إضراب مفتوح تخوضه الأطر الصحية للمركز، احتجاجا على حرمانهم من التعويضات عن ساعات العمل الإضافية. وكان سكان مدينة بويزكران نظموا وقفة احتجاجية إنذارية، دعت لها فعاليات جمعوية، الخميس الماضي، وشارك فيها أزيد من 300 مشارك ومشاركة، مطالبين المسؤولين بضمان استمرارية خدمات مصلحة المداومة والمستعجلات بالمركز الصحي، إلى حين فتح المستشفى المحلي الذي ظل مغلقا، منذ تدشينه سنة 2007، من طرف جلالة الملك، والذي تجهل أسباب عدم انطلاق خدماته، لحد الآن، وتوفير كل شروط العمل الضرورية واللازمة للأطر الصحية، حتى تقوم بعملها في أحسن الظروف، وتوفير الأدوية خاصة بالنسبة للأمراض المزمنة، والعمل على ضمان المداومة الليلية بالصيدليات. كما يطالب المحتجون بإحداث مركزين صحيين بكل من حي المسيرة وحي ادبنسالم، لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين. وقال مشاركون في هذه الوقفة الإنذارية إن المجلس البلدي للمدينة يتحمل جزءا مهما من المسؤولية، خاصة أنه لا يكلف نفسه عناء توفير سيارة إسعاف في المستوى، لتكون رهن إشارة الحالات الاستعجالية. وأمام تعنت المسؤولين في المندوبية الجهوية للصحة، تعتزم مختلف الفعاليات الجمعوية بالمنطقة مواصلة التعبئة من أجل خوض احتجاجات مقبلة، إذ تقرر تنظيم مسيرة احتجاجية يوم 25 يناير الجاري، في محاولة لإنهاء الوضع الكارثي، الذي يشهده القطاع الصحي والذي يستخف بحياة السكان. من جهة أخرى، أعدت الفعاليات المدنية ببويزكران عريضة شعبية لجمع توقيعات السكان للمطالبة بفتح المستشفى المحلي، بعد إغلاق دام أزيد من 7 سنوات منذ تدشينه، حتى يتم تدارك التأخير الكبير الذي عرفه إنجاز هذا المرفق الحيوي المهم.