بحث مشاركون في يوم دراسي نظم أمس الجمعة بالقنيطرة، قضايا احترام حقوق العاملات الفلاحيات، باعتبارها مكونا أصيلا ضمن برنامج يتوخى تحسين دخل وظروف عمل النساء العاملات في قطاع الفواكه الحمراء بجهة الغرب الشراردة بني احسن. وشكل هذا اللقاء مناسبة للوقوف على ظروف عمل النساء العاملات في القطاع الفلاحي، الذي يعد قاطرة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة، مع إبراز جانب من الصعوبات والإكراهات المرتبطة بعملهن. ويتولى الاتحاد الأوروبي دعم وتمويل (برنامج تحسين دخل و ظروف عمل النساء العاملات في قطاع الفواكه الحمراء بجهة الغرب الشراردة بني احسن)، الذي تشرف على إنجازه منظمة (أوكسفام) الدولية بشراكة مع جامعة ابن طفيل وجمعية "شمل" وجمعية الشباب من أجل الشباب وشبكة جمعيات التنمية. ويسعى المشروع، الذي يتم إنجازه على مدى ثلاث سنوات، إلى ترسيخ التحولات الإيجابية في أفق تحسين وضعية العمال والعاملات بالقطاع الفلاحي في جهة الغرب بشكل عام والنساء العاملات في قطاع الفواكه الحمراء بشكل خاص. وأوضح المنظمون أنه بهدف ضمان استدامة هذه التحولات، فإن البرنامج يتطلع إلى النهوض بثقافة المشاركة والمسؤولية المشتركة لجميع الأطراف المعنية، انطلاقا من أسس ومبادئ المساواة والعدالة والكرامة. وسعيا وراء إنجاح المشروع، شدد المنظمون على ضرورة إقامة تعاون وثيق بين العاملات والمجتمع المدني والمؤسسات والقطاع الخاص. وعبر وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، في افتتاح هذا اللقاء، عن دعمه لهذا المشروع، مؤكدا أن هدف تحسين دخل وظروف عمل النساء العاملات، والذي يندرج في إطار احترام حقوق الانسان الأساسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، يوجد في قلب انشغالات الحكومة. وأوضح أن القطاع الفلاحي يعرف جوانب متباينة، من حيث وجود قطاع عصري يضمن ظروف عمل أفضل واحتراما نسبيا للحد الأدنى للأجور، وكذا قطاع تقليدي لا يضمن الشروط الدنيا للعمل. وأشار عبد السلام الصديقي إلى أن الحكومة تسعى إلى معالجة هذه الوضعية من خلال تطبيق مخطط المغرب الأخضر الرامي إلى تحسين عيش العاملين في القطاع، مبرزا طبيعة القطاع الذي يتميز أيضا بضعف المردودية والعمل الموسمي. كما تطرق الوزير إلى قضية التفاوت بين الحد الأدنى المضمون للأجر المهني والحد الأدنى للأجر الفلاحي المضمون، مشيرا إلى أن المغرب التزم في هذا الإطار أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بالمساواة بينهما على مدى السنوات القادمة. وأضاف أن جهة الغرب تعد من بين أغنى جهات المملكة من حيث الثروات وأفقرها في الوقت نفسه من الناحية الاجتماعية، ، بسبب عدد العمال الفلاحيين وتدني أجورهم. ومن جانبه، أبرز راوول لوزونبيرغ، الرئيس المساعد لبعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أن المؤسسة الأوروبية تساهم في تمويل برنامج تحسين دخل وظروف عمل النساء العاملات في قطاع الفواكه الحمراء بجهة الغرب الشراردة بني احسن بغلاف مالي يبلغ تسعة ملايين درهم. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يدعم مجموع الأنشطة المرتبطة بالسياسات الإصلاحية في مجال التغطية الاجتماعية والنهوض بحقوق النساء بالمغرب، ولاسيما ما يتعلق بتطبيق المخطط الحكومي للمساواة. أما ناتاليا دوغيي مديرة مؤسسة (أوكسفام-المغرب)، فقدمت من جانبها لمحة عن منظمتها التي تعد اتحادا لسبعة عشر مؤسسة من 14 دولة تناضل في مجموع بلدان العالم من أجل إقرار قيم العدل والمساواة، مشيرة إلى أنها تتواجد بالمغرب منذ نحو عشرين سنة. وأبرزت أن (أوكسفام) بادرت سنة 2008 إلى وضع برنامج لتحسين ظروف عمل وحياة العمال الفلاحيين في قطاع الفواكه الحمراء، مؤكدة أن نتائج المشروع "مشجعة للغاية".