شكل موضوع "فضل المسجد ودوره الدعوي والتربوي" محور محاضرة دينية نظمتها المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالسمارة، برحاب المسجد العتيق، تخليدا لليوم الوطني للمساجد. وأبرز الأستاذ المحاضر عبد الله كركيش، خلال هذا اللقاء الذي حضره المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية أحمد آيت عباس، ورئيس المجلس العلمي المحلي محمد سالم بابوزيد، أهمية المساجد ومكانتها في الإسلام لكونها بيوت الله تعالى، وأحب البقاع إلى الله ورسوله، مذكرا بأن هذه المكانة تظهر بوضوح وجلاء في كون الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام بالمدينة حتى بدأ ببناء مسجد قباء. وأضاف الأستاذ كركيش أن الدين الإسلامي الحنيف اهتم بالمساجد وحث على بنائها وعمارتها وجعل ذلك سبيلا إلى الجنة، ورغب في ارتيادها وأداء الصلاة فيها طمعا في نيل الثواب الجزيل والفضل الكثير. كما ذكر بدعوة الإسلام إلى احترام المساجد وتنزيهها عن كل ما من شأنه أن يشينها أو ينتهك حرمتها لكونها أماكن مقدسة لها خصوصيتها، مشيرا إلى الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المصلي داخل المسجد لتجنب أذية إخوانه المصلين. واستعرض الأستاذ المحاضر بعض أدوار المسجد في حياة الأمة وخاصة منها الجانبين الدعوي والتربوي، مبرزا أن خطبة الجمعة التي تعد الترجمة الفعلية لدور المسجد الدعوي والوسيلة الفعالة في نشر الدعوة الإسلامية ينبغي أن تحقق الوعظ وتفقه المسلمين وتعلمهم حقائق دينهم من كتاب الله وسنة رسوله، مع العناية بسلامة العقيدة من الخرافات وسلامة العبادة من المبتدعات وسلامة الأخلاق والآداب من الشطط والانحراف وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ورد الشبهات والأباطيل التي تثير بلبلة الأذهان، ومواجهة الأفكار الهدامة بتقديم مبادئ الإسلام الصحيح. وأكد الأستاذ كركيش على ضرورة ربط الخطبة بالواقع والحياة التي يعيشها الناس، ومراعاة المناسبات الإسلامية، وتثبيت معنى أخوة الإسلام ووحدة أمته الكبرى، ومحاربة النزعات والعصبيات العنصرية والمذهبية وغيرها من الأمور التي تفرق وحدة الأمة. من جهته، أوضح المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية أن إقليمالسمارة يحظى، بفضل العناية المولوية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببناء أكبر معلمة دينية بالأقاليم الجنوبية تتجلى في المسجد الكبير، الذي رصد لإنجازه كلفة مالية تناهز 20 مليون درهم، وبناء مدرسة نموذجية للتعليم العتيق بغلاف مالي يقدر ب24 مليون درهم، إضافة إلى إصلاح المسجد القروي بقيمة مالية تفوق مليون و52 ألف درهم، وبناء مسجدي الإمام مالك (مليونين و131 ألف و749 درهم)، وأنس بن مالك (مليونين و120 ألف و749 درهم). وأضاف آيت عباس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإقليم سيشهد في إطار المشاريع التي هي في طور المصادقة أو الدراسة بناء مجموعة من المساجد بأحياء الكويز (10 ملايين درهم)، والربيب (6 ملايين درهم)، والمسيرة (7 ملايين درهم)، والوحدة (5 ملايين درهم)، إضافة إلى هدم وإعادة بناء مسجد الفتح (7 ملايين و269 ألف و710 درهم).