أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في رسالة للدورة العشرين للجنة القدس المنعقدة حاليا بمراكش تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن حرية المعتقد والولوج إلى أماكن العبادة يتعين ضمانهما لأتباع مختلف الأديان. قال فابيوس في هذه الرسالة، التي تلاها باسمه المبعوث الخاص لفرنسا للجنة القدس، جوين كلود كوسران، اليوم السبت، إن "فرنسا تولي اهتماما خاصا لهذه القضية التي تشكل محددا أساسيا في تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني". وأبرز رئيس الدبلوماسية الفرنسية في هذه الرسالة، التي تليت خلال الجلسة التفاعلية بين أعضاء لجنة القدس والشخصيات الدولية المدعوة لهذا الاجتماع، أن السياسة والبعد الروحي للقدس "يجعلنا نتفهم غياب إمكانية تحقيق السلام في معزل عن القدس، مدينة السلام المرتقب أن تكون عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين". وقال "علينا، في هذا الإطار، الحرص على أن يتم الحفاظ على التوازنات داخل المدينة المقدسة. ما يتطلب وضع حد لعمليات ترحيل المواطنين الفلسطينيين، وتدمير المنازل، وتقييد حركة الأشخاص والبضائع بين القدس الشرقية وباقي الضفة الغربية، وكذا للاستيطان الذي يعصف بحل الدولتين ويشكل عقبة أمام السلام". وأشار إلى أن فرنسا تدعو أيضا، تماشيا مع ما تضمنه خارطة طريق الرباعي الدولي، إلى إعادة فتح المؤسسات الفلسطينية بالقدس الشرقية، مذكرا بأن الأمر يتعلق بإحدى الرسائل التي أرسلها رئيس الجمهورية الفرنسية إلى الشخصيات الفلسطينية المدنية والدينية وإلى السلطات الإسرائيلية خلال زيارة التي قام بها للأراضي الفلسطينية وإلى إسرائيل في شهر نونبر المنصرم. وأضاف فابيوس أن باريس تقدم كامل دعمها للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أشهر عدة للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا أن بلاده مصممة على التعبئة، رفقة شركائها الأوروبيين، من أجل الوصول إلى حل متفاوض بشأنه هذا النزاع، والمشاركة، عندما يحين الوقت، في تفعيل اتفاق السلام بين الطرفين. وأعرب الوزير الفرنسي عن اقتناعه "بأن الدول العربية، وبصفة خاصة المغرب، الذي، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يؤثر بشكل بناء في هذا الملف، ستساهم في دعم الاتفاقات الجارية للتوصل إلى سلام شامل كفيل بضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش بسلام وأمن جنبا إلى جنب مع إسرائيل".