في لحظة ألم على فراق أحد رجالات وكالة المغرب العربي للأنباء، أبّن سياسيون وإعلاميون الصحافي منصور مدني، الذي عمل بالوكالة لسنوات وساهم في الرفع من إشعاع عملها على المستوى الوطني والدولي. (ماب) وفي حفل التأبين، الذي نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء، مساء الجمعة الماضي بالرباط، قدمت شهادات في حق الراحل، أبرزت خصاله الحميدة وتفانيه في العمل الصحفي، والتزامه بالقواعد المهنية بحضور عدد كبير من الإعلاميين وأفراد من عائلته وزملائه. ونوه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، بالسيرة المهنية للراحل، الذي قال عنه إنه "أحد أيقونات جيل من الصحافيين الذين أسسوا وكالة المغرب العربي للأنباء، وعملوا على الحفاظ عليها"، موضحا أن الراحل كان حريصا على نقل تجربته الصحفية، التي راكمها، خلال مسار مهني طويل بلغ 40 سنة، للأجيال الشابة في الوكالة. من جهته، قال نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، ووزير الاتصال سابقا، إن الراحل كان صديقا له وتعرف عليه عندما كان طالبا في باريس، مذكرا بخصاله ومهنيته في الالتزام باحترام قدسية الخبر دون أن يمنعه ذلك من الحرية في التعليق عليه. وتأسف خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، لفقدان الوكالة رجلا في حجم منصور مدني، الذي قال إنه كان معروفا بتفانيه في العمل وبشبكة علاقاته في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن رحيل مدني يعد خسارة للوكالة وسائر الجسم المهني والإعلامي. وأضاف أن "وكالة المغرب العربي للأنباء فقدت أحد رجالها، وتعلم أنه لن يعوض، لا في المهنة، ولا في القلوب"، مؤكدا أن الوكالة ستعمل على "زرع أفكاره في الأجيال الشابة من المهنيين ليكون مثالا لمن يبحثون عن مثل يهتدون به في مهنة الصحافة، ومن يبحثون عن توجه أخلاقي، أو عن طريقة يواجهون بها الأخطار والمنزلقات التي تلازم هذه المهنة". وفي جو طبعه الألم على فقدان الوكالة لأحد ألمع رجالاتها، أعربت زوجة الراحل، وأفراد عائلته، عن امتنانهم لمنظمي حفل التأبين، مبرزة أن الراحل، بالإضافة إلى أنه كان صحفيا، كان "مناضلا وطنيا، غيورا على بلاده". وكان منصور مدني توفي يوم 24 نونبر الماضي، عن سن 59 سنة. وشغل الراحل مناصب مسؤولية داخل التحرير المركزي وفي تمثيليات للوكالة بالخارج، وشغل منصب رئيس لمكاتب الوكالة في باريس ومدريد ولشبونة، كما شغل منصب رئيس تحرير في مصالح التحرير المركزي بالرباط. وحاز جائزة الوكالة، برسم الدورة العاشرة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة.