بادر مجموعة من أصدقاء وزملاء بتنسيق مع أسرة الفقيد منصور مدني لتنظيم حفل تأبيني مساء يوم الجمعة الماضي بالمعهد العالي للاتصال والصحافة بالرباط، تكريما لروح هذا الصحفي المقتدر الذي كان يشتغل قيد حياته بوكالة المغرب العربي للأنباء. وكان هذا الحفل التأبيني الذي حضره عدد من الزملاء الإعلاميين والصحفيين اللذين ينتمون لعدد من المنابر الإعلامية بالإضافة إلى أصدقاء الفقيد وأفراد أسرته، مناسبة لإبراز مناقب وأخلاق الفقيد والمستوى المهني المتميز لهذا الصحفي الغيور على وطنه، حيث قدم من خلال مهنة المتاعب في صمت وإبان فترات زمنية صعبة عدة خدمات جليلة للوطن والتي تخص عدة قضايا حيوية مرتبطة بجانبه المهني. بقد شكل هذا الحفل التأبيني المتزامن مع الذكرى الأربعين للفقيد، والذي حضره كذلك أندري أزولاي مستشار جلالة الملك ومصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، وعبد الكريم بنعتيق أحد أصدقاء الفقيد، فرصة سانحة للتوشيح والعرفان لهذا العلامة البارزة في الصحافة المغربية، حيث قدمت شهادات في حق الفقيد وفيما قدمه خلال مساره المهني الإعلامي والإشادة بكفاءته وخصاله وأخلاقه الإنسانية. وفبعد آيات من الذكر الحكيم التي افتتح بها هذا اللقاء، من الذكر الحكيم ترحما على روح الفقيد، تم عرض شريط فيديو استعرض مراحل مختلفة من حياة الراحل، الجامعية والمهنية والعائلية، حيث كانت لحظات مؤثرة أضهرت الفقيد كيف كان صحفيا مهنيا يحب عمله ويعشق الحياة، وكيف كان صبورا ومكافحا وجادا في علاقاته ولقاءاته المهنية خلال المسؤوليات التي تحملها بعدة مكاتب تابعة للوكالة خارج المغرب. وقال مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، في كلمة بالمناسبة، إن منصور مدني « كان مهنيا كبيرا، ورجلا حفظت له كل التقدير والاحترام، ولكن أيضا صديق عرفته على مدى عقود». وأضاف السيد أزولاي أن الفقيد كان شخصية «مرجعية» بالنسبة لجيل من الصحفيين، تشرب قيم المسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، مشيرا إلى أن منصور مدني كان يمارس عمله «برصانة وتواضع ولكن في نفس الوقت بصرامة تفرض الإعجاب». وقال أزولاي بنبرة متأثرة، إن «رحيله المبكر أحزننا جميعا، لقد فقدنا فيه رفيق درب رفيع الخصال. إنه رجل طبع الممارسة المهنية بتوقيعه الخاص وبشخصيته». من جانبه، أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أن الراحل كان «مناضلا يعمل في الظل خدمة لقضايا بلاده».مضيفا في ذات السياق أن الفقيد، على غرار جيله من الصحفيين، عمل في صمت، مشيرا إلى أن هذا الحفل التكريمي لمنصور مدني هو في الواقع تكريم لجيل من الصحفيين الذين مارسوا مهنتهم في ظروف صعبة. من جهته، أشار إيسعلي أعراب مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، في كلمة بالمناسبة، انه من الطبيعي أن يخص المعهد الفقيد بهذا الحفل التأبيني، على اعتبار أنه بدأ تكوينه في هذه المهنة في مركز تكوين الصحفيين، الذي يعد النواة الأولى للمعهد. وذكر أعراب بأن الفقيد منصور مدني ينتمي إلى الأفواج الأولى التي تخرجت من المعهد، مشيرا إلى أنه، بعد أربعين سنة وحتى أسابيع فقط قبل وفاته، عمل الراحل أستاذا في المعهد العالي للاعلام والاتصال. وقد تميز الحفل أيضا بتقديم أرملة الفقيد، جوسلين مدني، وعميد الصحافة المغربية ، عبد الله الستوكي لشهادتين مؤثرتين في حق الراحل. ويذكر أن منصور مدني الذي ازداد عام 1954 في إقليمبركان، بدأ دراسته في مركز تكوين الصحفيين سنة 1971 ، قبل التحاقه بمعهد الصحافة الفرنسية، الذائع الصيت، التابع لجامعة السوربون باريس 2 وبعد حياة مهنية متميزة لما يقرب من أربعين عاما ، عاد منصور مدني إلى المعهد العالي للاعلام والاتصال، مراكما خبرة مهنية رفيعة كصحفي بوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث اشتغل في المغرب وفي عواصم أوروبية وقام بتغطية مئات الأحداث والتظاهرات العالمية ، وخاصة ذات الصلة بالمصالح الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمغرب. واشتغل الراحل مدني منصور، الذي حاز جائزة الوكالة برسم الدورة العاشرة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، رئيسا لمكاتب الوكالة في باريس ومدريد ولشبونة. كما شغل منصب رئيس تحرير في مصالح التحرير المركزي بالرباط.