حذرت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك بجهة طنجةتطوان من أخطار الفيضانات على سكان طنجة، واستحضرت في تقريرها المشاكل التي تعرضت لها المدينة إبان أمطار الأسبوع الماضي. قالت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك في التقرير نفسه، توصلت "المغربية" بنسخة منها، إن المسؤولين بالمدينة الأخذ بعين الاعتبار الأحداث التي وقعت خلال التساقطات المطرية الأخيرة. وتوقعت الرابطة أن ما وصفته بتجاهل الخطر المحدق بطنجة من شأنه أن يرفع حجم الأضرار ويصعب بالتالي التحكم فيها. وذكرت الرابطة في تقريرها أن السبب الرئيسي في ما تعانيه طنجة هو "الإصرار على طمر الأودية ومسالك المياه الطبيعية بسبب الجشع وشراسة البناء العشوائي" وهشاشة البنيات التحتية الخاصة بالصرف الصحي، وضعف فعالية المشاريع الخاصة بالتطهير، وصرف المياه الشتوية، فضلا عن مشاكل تطبيق القوانين الخاصة بالتعمير وبحماية البيئة، ووقاية السكان من الأخطار. وحسب رأي المسؤولين بشركة آمانديس، يضيف التقرير نفسه، فإن الوضعية لم تصل إلى درجة الخطورة، لأنه جرى التغلب على المشكل خلال مدة محدودة، بفضل الدور الذي قام به السكان في حي السواني، وكذلك حي بنكيران اللذين يشهدان سنويا وقوع الفيضانات. وقالت الرابطة إن المسؤولين عن الشركة شكروا تجند عدد من المواطنين من أجل التغلب على المشكل، غير أنهم اعتبروا أن مشكل الفيضانات سيظل مطروحا ما لم يكتمل تنفيذ المشاريع المقررة بخصوص مكافحة الفيضانات، التي لم ينجز منها إلا جزء يسير سنة 2013 وكان له بعض الأثر النسبي في التخفيف من حدة المشاكل القائمة. وذكر التقرير أن السيول والفيضانات عمت، الثلاثاء الماضي، معظم الشوارع والطرقات داخل المناطق السكنية، وكانت الأحياء القريبة من الأودية الطبيعية والمناطق المنخفضة عن مستوى سطح البحر أكثر تضررا، خاصة حي بنكيران، وحي السواني المعروف (بالمرجة)، الذي داهمت السيول مجموعة من منازله ومحلاته الخاصة. وتطلب التخلص من المياه، حسب المصدر نفسه، مجهودا من السكان، بتعاون مع عمال شركة آمانديس، وعمال الجماعة الحضرية، ومصالح الوقاية المدنية. واعتبر المصدر نفسه نسبة التساقطات ضعيفة بالمقارنة من حجم تقديراتها التي توقعت الجهات المختصة أن تتجاوز 100 ميلمترا، مشيرة إلى أن التساؤل يظل مطروحا حول الوضع المستقبلي في حالة ارتفاع نسبة التساقطات المطرية. وفي رصده لوضع المدينة خلال التساقطات المطرية التي سجلت ليلة الثلاثاء الماضي، قال المصدر إن الدراسة تعثرت بالعديد من المؤسسات التعليمية بسبب خوف التلاميذ وأوليائهم من الانعكاسات المصاحبة للأمطار العاصفية، وانقطعت حركة المرور في عدد من المحاور الطرقية، ما أثر على حركية وسائل النقل العمومي التي وجدت نفسها غارقة وسط الفيضانات. واضطر التلاميذ إلى مغادرة بعض المدارس بعد امتلاء ساحاتها وقاعاتها بالمياه الشتوية جراء هشاشة البنيات التحتية لتلك المؤسسات، خاصة بمدرسة السانية بطنجة. وظل حي بوخالف المجاور للمطار مهددا بالفيضان بعد ارتفاع منسوب مياه الواد بسبب انسداد مجراه جراء وجود حاجز في أحد جوانبه، حسب المصدر، الذي سجل أيضا تعثر حركة المرور في طريق تطوان لبعض الوقت بمنطقة مغوغة بعد امتلاء الطريق بالمياه الشتوية، كما عمت السيول شارع مولاي علي الشريف والمناطق المجاورة له ببني مكادة، وتوقفت حركة المرور كليا، وامتلأت مستودعات المحلات التجارية بالمياه على علو 70 سنتيمترا، وتحولت الساحة المجاورة لسينما طارق، وساحة دار تونسي، ومنطقة حي دراوة بساحة الثيران، وشارع القدس، وشارع مولاي عبد العزيز إلى مناطق مغمورة بالمياه. وتحدث المصدر أيضا عن اختناق وانفجار بعض قنوات الصرف الصحي في بعض المناطق، وتجمع مياه الأمطار بمنطقة ادرادب عند مصب وادي اليهود، وكذلك في قنطرة بنديبان بسبب انسداد مجرى وادي السواني، كما توقفت حركة الملاحة البحرية بموانئ طنجة بسبب هبوب الرياح القوية وسوء أحوال الطقس. ولم يسلم العالم القروي من تأثير التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة الثلاثاء الماضي، يقول المصدر ذاته، إذ شهدت الجماعات القروية التابعة لإقليم الفحص أنجرة انقطاع الكهرباء عن عدد كبير من الدواوير والمراكز القروية في كل من خميس أنجرة، وثلاثاء تاغرامت، وملوسة، والقصر الصغير لمدة حوالي 28 ساعة، كما توقفت الدراسة في أغلب المدارس بسبب صعوبة تنقل التلاميذ، وتعطلت بعض المعابر الطرقية والمسالك الرابطة بين الدواوير بسبب امتلائها بالأتربة والأوحال، كنتيجة طبيعية لهشاشة البنيات الطرقية الخاصة بشبكة الطرق على صعيد الإقليم.