أسالت ظاهرة لجان التحكيم المكونة من نجوم الفن مداد العديد من النقاد والمتتبعين، خلال السنة التي نودعها بعد أيام. رأى البعض في توجه بعض المطربين الكبار إلى الاشتراك في برامج المسابقات الغنائية لاكتشاف المواهب الجديدة، حلا مناسبا لضمان تحكيم حيادي يعتمد على أهل الاختصاص، فيما اعتبرها البعض مورد رزق إضافي، في ظل ركود سوق الكاسيت، وقلة الحفلات بمصر وخارجها، بسبب ثورات الربيع العربي، وما خلفته من أوضاع مزرية انعكست على مختلف القطاعات بما فيها المجال الثقافي والفني. وفي الوقت الذي تألقت أسماء كثيرة في هذا النوع من البرامج، واجهت أسماء أخرى النقد اللاذع، من قبل متخصصين اعتبروا أنها كانت تجارب فاشلة أساءت لمسار هؤلاء النجوم بشكل أو بآخر. سميرة سعيد وهاني شاكر في 'حفرة صوت الحياة' ''صوت الحياة'' كان واحدا من برامج المسابقات الغنائية التي سارت على الركب، واعتمدت في لجنة تحكيمها على نجوم الفن العربي، فاختارت الفنانة سميرة سعيد والنجم المصري هاني شاكر بالإضافة إلى مواطنه الملحن حلمي بكر. ورغم أن الانتقاد لم يوجه بشكل مباشر إلى نجوم لجنة التحكيم، إلا أنهم، وحسب رأي المتخصصين، لم يستطيعوا منح البرنامج ذلك الإشعاع والانتشار الذي حظيت به برامج مشابهة. وفي المقابل، أكد آخرون أن اقتصار البرنامج على الأصوات المصرية وانتقاؤها من جميع محافظات مصر، جعل جمهوره محدودا، بخلاف باقي البرامج التي تعرض على قنوات عربية مختلفة، التي تعتمد على مواهب الوطن العربي. والجدير بالذكر أن "صوت الحياة"، اعتمد على فكرة جديدة وهي سقوط المتباري "الخاسر" في حفرة أمام لجنة التحكيم فور إعلان لجنة التحكيم إقصاءه، وهو الأمر الذي واجه أيضا انتقادات من طرف البعض، بدعوى أن "الحفرة" لم تكن في علم المتسابقين. نجوم 'The voice' في القمة حقق البرنامج في نسخته العربية، الذي تعرض قناة "إم بي سي1"، موسمها الثاني ابتداء من اليوم السبت، نسبة مشاهدة عالية خلال 2013، بفضل مجموعة من العوامل، أولها الاعتماد على نجوم من العيار الثقيل، على رأسهم الفنان العراقي كاظم الساهر، والنجم التونسي صابر الرباعي، والنجمة المصرية شيرين عبد الوهاب، والفنان اللبناني عاصي الحلاني، استطاعوا بفضل شهرتهم الكبيرة جذب أنظار مشاهدي العالم العربي والأوروبي، خاصة من خلال بعض المواقف الطريفة، التي جمعت بينهم أثناء مراحل البرنامج. واعتمدت فكرة البرنامج على اختيار خامات أصوات استثنائية، دون الأخذ بعين الاعتبار الشكل الخارجي للمشارك، من خلال ضغطة زر حماسية يستدير على إثرها كرسي المدرِّب، لتقع عيناه على المشترك، الذي أُعجب بأدائه عبر الإصغاء إلى صوته فقط، ويختار كل فرد من لجنة التحكيم الأصوات المناسبة له لخوض مضمار السباق الغنائي، ثم تأتي مرحلة المواجهات ثم المباشر وأخيرا النهائيات وتسمى المرحلة الختامية، والتي تتضمّن الأداء الحي على المسرح أمام الملايين. وتميزت النسخة الأولى من البرنامج، التي انتهت بفوز المغربي مراد بوريقي، ببزوغ نجم العديد من المواهب في الوطن العربي، والمغرب خاصة، حيث حقق كل من فريد غنام ولمياء الزايدي ومحمد عدلي النجاح والانتشار الواسع عربيا. 'عرب آيدول': نجومية المواهب فاقت شعبية اللجنة استمد برنامج "عرب آيدول" قوته في نسختيه اللتين عرضتا على قناة "إم بي سي1" من مشاركيه الذين تميزوا بأصوات قوية لفتت أنظار العالم العربي، بعيدا عن لجنة التحكيم. فإذا كانت اللجنة المكونة من أحلام وراغب علامة والموزع حسن الشافعي قبل أن تنضاف نانسي عجرم خلال الموسم الثاني، استطاعت فرض شروط صارمة لقبول المواهب الغنائية، فإن هذه الأخيرة استطاعت كسب المشاهد العربي الذي لم يفوت فرصة متابعة البرنامج والتصويت لنجمه المفضل. ولم تلفت النجمة الشابة دنيا باطما أنظار المغاربة فحسب بصوتها القوي والمختلف، بل كسبت حب الجمهور العربي ككل، وأصبحت بعد مغادرتها البرنامج نجمة الخليج وقادرة على منافسة مطربات سبقوها في عالم الفن. وصنع النجم الفلسطيني محمد عساف بدوره الحدث في النسخة الثانية، وكان حديث الوسط الفني والإعلامي خلال السنة، واستحق عن جدارة لقب "محبوب العرب". انتقادات بالجملة للجنة 'إكس فاكتور' لم تكن النسخة الثالثة لبرنامج المسابقات الغنائية "إكس فاكتر" في مستوى مواسم البرنامج السابقة، بشهادة بعض المتتبعين للشأن الفني. خلق البرنامج الذي عرض خلال السنة الجارية على قناة "سي بي سي" المصرية، جدلا كبيرا، وواجه انتقادات عديدة، وجهت بالدرجة الأولى على لجنة التحكيم التي لم فشلت على حد قول البعض في اختيار مواهب غنائية مؤهلة للمنافسة. وسرعان ما اختفت حدة الانتقادات التي كان يبديها أعضاء لجنة التحكيم في الحلقات الأولى من البرنامج، عند الوصول إلى الحلقات النهائية من البرنامج، إذ لم يبد أي من أعضاء اللجنة المكونة من إليسا وكارول سماحة، ووائل كفوري وحسين الجسمي اعتراضات سلبية على أداء المتسابقين، فيما كان هذين الأخيرين واثقين أن صاحب اللقب سيكون من فريقيهما. ومازاد الطين بلة قرار الفنان اللبناني وائل كفوري الانسحاب من البرنامج في مرحلته النهائية، ليغير رأيه بين عشية وضحاها، الشيء الذي دفع البعض إلى اعتبار الأمر مهزلة، لا تحترم فيها اللجنة الجمهور.