يعيش سكان مختلف القرى والبوادي النائية حالة هلع بسبب موجة البرد القارس، التي اجتاحت المناطق المغربية خلال الأسبوع الجاري. من جانب آخر، ساهمت التساقطات المطرية وموجة البرد القارس في عرقلة حركة السير في عدد من الطرق والمسالك، وإتلاف أراض شاسعة من المزروعات، وضياع جزء من الماشية مع غياب وسائل الوقاية وندرة الأعلاف. وحسب مصادر حقوقية من مدينة زاكورة، فإن حوالي 200 منزل من الطوب مهددة بالانهيار بفعل موجة البرد القارس والتساقطات المطرية، مشيرة إلى أن هناك تخوفات من ارتفاع منسوب مياه وادي درعة، جراء الفيضانات. وقالت المصادر إن سكان المناطق النائية بزاكورة يشكون انقطاع الطرق والعزلة وقلة حطب التدفئة. وأفاد مصدر ثان أن سكان دواوير بإقليم ورززات يشكون بدورهم موجة البرد وانقطاع الطرق، خاصة في الدواوير القريبة من تيزي-ن- تيشكا، وتازناخت وتكيلي. وأكد المصدر أن سكان تلك الدواوير يعانون نقصا في حطب التدفئة والعلف، وأنهم مهددون بعدم مغادرة منازلهم لمدة أزيد من ثلاثة أشهر، ما يستدعي تدخل السلطات والجهات المعنية لفك العزلة عنهم. من جانب آخر، يعيش سكان إقليمتارودانت أيضا ،على إيقاع الخوف من التساقطات المطرية الغزيرة التي تخلف خسائر مادية كبيرة. وشدد المصدر على أن سكان دواوير تارودانت ليسوا في حاجة إلى مساعدات، من أفرشة وأغطية ومواد غذائية، من الحليب والزيت والسكر والدقيق والشاي، بل هم يطالبون الجهات المسؤولة بالتدخل لإصلاح الطرق وتهييء البنيات التحتية، وإيجاد أماكن لإيواء الأسر المنكوبة جراء الفيضانات. في موضوع ذي صلة، شهدت مناطق شمال المغرب، منذ ليلة أمس الأربعاء موجة من البرد القارس، مصحوبة بتساقطات مطرية غزيرة. وحسب مصادر "المغربية"، فإن منطقة الحسيمة شهدت، نهاية الأسبوع الماضي، تساقطات مطرية غزيرة أبانت عن هشاشة البنية التحتية. وأشارت المصادر إلى أن سكان الدواوير في بني عياش وتاركيست تضرروا بفعل تلك التساقطات المطرية وموجة البرد القارس، بفعل غياب حطب التدفئة وهشاشة البنيات التحتية والمنازل المشيدة من الطوب. وناشدت المصادر الجهات المعنية ووزارة التجهيز للتدخل لفك العزلة عن الدواوير، قبل انقطاع الطريق الرابط بينها وبين مكان السوق الأسبوعي. أما بجهة الغرب، فهناك تخوفات من تدفق مياه واديي سبو وبهت، وتضرر سكان دواوير القليعة والخنيشات والمساعدة، التي تكبد أغلب سكانها في السنوات الماضية خسائر مادية كبيرة، تمثلت في انهيار المنازل ونفوق رؤوس الأغنام، وإتلاف المحاصيل الفلاحية، وانقطاع التلاميذ عن الدراسة. واستنادا إلى مصادر أخرى فإنه، في حالة عدم اتخاذ إجراءات استباقية، قد تتسبب التساقطات المطرية في خسائر عدة، خاصة في المنتوجات الفلاحية.