كشفت مصادر"المغربية" أن تنامي ظاهرة الاعتداءات على الأساتذة بالمؤسسات التعليمية يهدد المستقبل الدراسي للتلاميذ، مشيرة إلى أن غياب الأمن والاستقرار داخل المدارس ينعكس سلبا على السير الدراسي. قالت المصادر نفسها إن خضوع التلاميذ المعتدين على مدرسيهم لعقاب تقويمي يحد من سلوكهم يحقق نتائج إيجابية بالنسبة للحالات نفسها، إذ أن المعتدي بعد عقابه يعدل عن السلوكات الشاذة، لأن هناك حالات عادت إلى طريق التحصيل والاجتهاد بعدما كانت رغبتها في تحقيق النجاح غائبة. وذكرت المصادر أيضا أن ظاهرة الاعتداء على الأساتذة دخيلة على المناطق الجنوبية، وعللت ارتفاعها في السنوات الأخيرة بغياب إجراءات من طرف الإدارات التابعة لوزارة التربية الوطنية ترد الاعتبار لهيئة التدريس. وقال فريد الخمسي، كاتب إقليمي للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بطاطا، ل"المغربية"، إن ظاهرة الاعتداء على الأساتذة تسجل فقط في مؤسسات التعليم الإعدادي والتأهيلي الثانوي، وربط ظهورها بتطور وسائل التواصل بالمنطقة في السنوات الأخيرة. وعزا الخمسي تسجيل الظاهرة في مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي إلى المرحلة العمرية للمتمدرسين، والسلوك الذي يعكس المراهقين من جهة وإلى غياب إجراءات صارمة من طرف الجهات المسؤولة عن القطاع بالأقاليم الجنوبية. واعتبر الخمسي الإجراءات الصادرة عن المجالس الانضباطية لا تحقق الأهداف المتوخاة منها، ما أدى إلى انتشار الظاهرة في مجموعة من الإعداديات بإقليم طاطا. ويعد عدم تفعيل ما يصدر عن المجالس الانضباطية بداخل المؤسسات التعليمية تهديدا لمستقبل الاستقرار الدراسي، إذ أن أغلبية الحالات تنتهي بتقديم الاعتداء وعودة التلميذ المعتدي إلى القسم. واستبعد الخمسي اتخاذ الإجراءات الزجرية من قبيل الطرد والعزل عن الدراسة في حق المعتدين على الأساتذة، موضحا أن الهدف من التوقف على الحالات "الشاذة" تستدعي إجراءات تربوية وتقويمية في سلوك التلاميذ المعتدين على الأساتذة. وفي هذا الصدد، دقت الأسرة التعليمية ناقوس الخطر حول ارتفاع الأساتذة ضحايا الاعتداءات داخل المؤسسات التلعيمية بإقليم فجيج، وأشار المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم المرتبطة عضويا بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى تنامي ظاهرة انتهاك حرمات المؤسسات التعليمية. وذكرت النقابة الوطنية للتعليم بفجيج، في بيان، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن خطورة الظاهرة تكمن في انعكاسها على كرامة مكونات الأسرة التعليمية وعلى مردوديتها. واستحضرت النقابة نفسها حالات متعددة، من بينها التهديد والمس بكرامة ومحاولة اقتحام سكن أستاذة تعمل بمجموعة مدارس لمريجا العليا ليلة 23 نونبر الماضي، وتكسير زجاج سيارة أستاذ في اليوم نفسه يعمل بالمجموعة المدرسية نفسها، وتعنيف الأستاذ عبد النبي عافي، حارس عام بثانوية سيدي عبد الجبار الإعدادية بفجيج يوم 13 دجنبر الجاري داخل حرمة المؤسسة، مع التعنيف اللفظي الذي تعرض له مدير مجموعة مدارس أسداد يوم 15 دجنبر الجاري، وتكسير الزجاج الأمامي لسيارة يحيى بطيوي، عضو المكتب المحلي لفرع النقابة الوطنية للتعليم بتندرارة/ معتركة العامل بمجموعة مدارس خالد بن الوليد بمعتركة، ليلة 17 و18 دجنبر الجاري، تزامنا مع محاولة استدراج محمد أمين، أستاذ بالمجموعة المدرسية نفسه، خارج منزله من طرف مجهولين لأهداف غير معروفة داخل حرم المؤسسة.