وجهت الوكالة الوطنية للأمن الدوائي والمنتوجات الصحية "أنسام" الفرنسية رسالة إلى مهنيي قطاع الصحة، لتذكيرهم بأهمية احترام قواعد الاستعمال السليم لدواء "كولشيسين" colchicine)). وشددت الوكالة على ضرورة مراعاة الأطباء لقواعد السلامة الصحية عند وصف مقادير الدواء، لتجنب المضاعفات الجانبية للتداوي ب"كولشيسين"، خصوصا لدى المصابين بقصور كلوي حاد، في الحالة التي يكون فيها مستوى "كرياتينين" أقل من 30 مل، والمصابين بقصور كبدي حاد في حالة مزاوجة العلاج ب"الماكروليد". ويأتي هذا التذكير بسبب طبيعة دواء "كولشيسين"، الذي يعتبر من الأدوية التي توصف في حالات علاجية ضيقة، بسبب ما ينتج عنه من مضاعفات جانبية، تتراوح بين مضاعفات خطيرة أو مميتة، تبعا لمستوى ودرجة تركيز هذه المادة في الجسم. وأكدت الوكالة على ضرورة ملاءمة الجرعات المقدمة من الدواء، عند وجود عوامل خطر لدى المريض للإصابة بقصور كلوي أو كبدي، مع إيلاء الأشخاص المسنين عناية خاصة لتجنيبهم الإصابة بالقصور الكلوي المزمن، أو في حالة احتمال الإصابة. ودعت الوكالة المذكورة إلى تذكير المصابين بداء النقرس الحاد "la goutte"، باحترام محدودية مدة العلاج بواسطة الكولشيسين، على أساس أن يكون ذلك مبينا في نشرة الدواء، وعدم تجاوز مدة تتراوح بين 4 إلى 10 أيام كأقصى تقدير. ونبهت الوكالة إلى ضرورة إخبار المرضى، خلال وصف الدواء، بالعلامات الدالة على تجاوز الجرعات من الدواء، ومن بينها آلام في البطن والإسهال والقيء والغثيان، ما يتطلب مراجعة الطبيب على الفور. ويعتبر "كولشيسين" من الأدوية التي يستعملها العديد من المرضى في المغرب، لعلاج أمراض التهابية، وعلى رأسها "داء بهجت"، و"النقرس"، والتهابات المفاصل، والتهابات العيون والفم، والتهابات أخرى. وفي هذا الإطار، قال مصطفى مقدم، رئيس جمعية مرضى ومعاقي داء بهحت، في تصريح ل"المغربية"، إن مرضى الداء يستعملون دواء "كولشيسين" مدى الحياة، رغم ما يحتويه الدواء من آثار جانبية على الصحة، مبينا أن المرضى المغاربة يستعملون قرصا واحدا من الدواء في اليوم، مقابل استعمال المريض في فرنسا نصف قرص في اليوم. وعدد فوائد هذا الدواء، إلى جانب مضاعفاته الصحية، مبينا أنه يفيد في خفض نسبة الالتهابات بالعروق الدقيقة، والتي تتسبب في عمى مرضى بهجت، في حالة عدم تناولهم الدواء، كما تقي المرضى من التعرض لشلل نصفي أو كلي بسبب إمكانات تخثر الدم في العروق الدقيقة. مقابل ذلك، أكد مقدم أن للدواء مضاعفات جانبية، "من بينها رفع مستوى النواقل الكبدية، التي تؤدي إلى القصور الكبدي، وظهور العقم عند الرجال، بسبب ما تلحقه المادة الأساسية المكونة للدواء من تشوهات في الحيوانات المنوية. وأوضح مقدم، وهو أحد مرضى الداء، أن مرضى داء بهجت مطالبون بإجراء تحاليل بيولوجية كل ثلاثة أشهر، للتعرف على المعطيات الدموية من نسب ومستويات الكريات الحمراء والبيضاء، والصفائح، ومستوى النواقل الكبدية، مع الحرص على الاستشارة الدورية والمنتظمة للطبيب المعالج، لضمان تعامل أفضل مع الدواء وآثاره الجانبية.