يعيش الفلاحون المغاربة ومعهم المواطنون حالة ترقبا مصحوبا بالأمل، فتأخر الأمطار، التي يقال إنه من المحتمل تهاطلها خلال ليلة الاثنين ويوم غد الثلاثاء وسط البلاد، زرع شكوكا في نفوس الفلاحين إلى درجة أنهم صاروا شبه متأكدين من نقص في منتجاتهم، غير أنهم يتسلحون بالأمل لتجاوز مخاوف تحمل مصاريف كبيرة لأن الفترة تحمل معها ظروفا غير ملائمة لزراعتهم البورية. وقال محمد بلعوشي، مهندس عام سابق بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في تصريح ل"المغربية"، إن أسباب تأخر التساقطات المطرية هذه السنة، ماعدا في شمال الأقاليم الجنوبية، ناجم عن عامل رئيسي يتجلى في استمرار وجود المرتفع الآصوري، الذي هو عبارة عن منطقة تعرف على مدار السنة ضغطا جويا مرتفعا، إذ يقف هذا المرتفع حاجزا بين الاضطرابات الجوية التي تتكون في شمال المحيط الأطلسي ويدفع بها نحو أوربا. وأوضح بلعوشي أنه في الحالات العادية، فهذا المرتفع إما يتلاشى أو يتراجع نحو الجنوب تاركا الممر للسحب الممطرة، لتصل إلى شمال إفريقيا ومن ثمة المغرب. وحسب تنبؤات الأرصاد الجوية، فإنه من المرتقب استمرار التساقطات المطرية شمال الأقاليم الجنوبية، مع احتمال امتدادها خلال ليلة الاثنين ويوم الثلاثاء المقبلين إلى وسط البلاد في شياظمة وعبدة والحوز. من جانب آخر قال إبراهيم حسناوي، رئيس الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب إن تأخر التساقطات المطرية، مرة أخرى منذ انطلاق الموسم الفلاحي الحالي، بدأ يثير بعض التخوفات في أوساط الفلاحين، مضيفا أن استمرار الوضع على ما هو عليه إلى غاية نهاية دجنبر الجاري وبداية يناير المقبل، سيكون مؤشرا على دخول القطاع الفلاحي في مرحلة حرجة. وأضاف حسناوي في تصريح ل "المغربية"، أن غياب التساقطات المطرية خلال هذه الفترة بدأ يهدد على الخصوص، زراعات الحبوب والقطاني، إلى جانب تأثيره على معدلات حقينة السدود، والفرشاة المائية، وهو ما اعتبره عاملا سلبيا على انتظام عمليات السقي، وعلى الغطاء النباتي، الذي يعتمد كأعلاف طبيعية للماشية وبدون مقابل. وأوضح رئيس الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب أن أضرار عدم تساقط الأمطار ستمتد، أيضا، إلى الأشجار المثمرة، من ناحية الكم والجودة، مشيرا إلى أن هذه الفترة السنة الماضية، شهدت تساقطات مطرية وفيرة.