علقت الولاياتالمتحدةوبريطانيا المساعدات غير المميتة إلى شمال سوريا، بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على مخزن أسلحة تابع للمعارضة المدعومة من الغرب، الأمر الذي يبرز المخاوف من أن تنتهي هذه الإمدادات إلى جماعات غير مرغوب فيها. مقاتلون سوريون خلال سيطرتهم على أحد الأحياء (خاص) وقال الجيش السوري الحر المعارض، الذي يقاتل الرئيس بشار الأسد إن الخطوات الأمريكية والبريطانية متسرعة وخاطئة. وقال لؤي مقداد، المتحدث باسم الجيش الحر "نأمل أن يفكر أصدقاؤنا مرة أخرى وينتظروا بضعة أيام حتى تتضح الأمور". وفي واشنطن قال جوش ارنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة من تقارير عن استيلاء قوات الجبهة الإسلامية على مبان تابعة للمجلس العسكري الأعلى السوري. وأضاف "نتيجة لذلك الوضع ... علقت الولاياتالمتحدة تسليم كل المساعدات غير المميتة لشمال سوريا" لكنه قال إن المساعدات الإنسانية لن تتأثر بهذا الإجراء. ويسلط تعليق المساعدات الضوء على أزمة تواجه قيادة الجيش السوري الحر الذي يحتاج لدعم دولي لتعزيز مصداقيته ومنع مقاتليه من الانضمام للمقاتلين الإسلاميين الأقوياء المدعومين من تنظيم القاعدة، الذين يتصدرون حاليا الحرب ضد الأسد. وسيطر مقاتلون من الجبهة الإسلامية على مقر المجلس العسكري الأعلى المسؤول اسما عن قيادة الجيش السوري الحر ومخازن أسلحة تابعة له عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا. والجبهة الإسلامية تحالف من ست جماعات معارضة رئيسية قالت الأسبوع الماضي إنها انسحبت من الجيش السوري الحر. وقال مسؤول أمريكي إن اللواء سليم إدريس، قائد الجيش السوري الحر، فر إلى تركيا أثناء استيلاء الإسلاميين على مخازن الأسلحة التي تضم أجهزة اتصال لاسلكي وحواسب محمولة وشاحنات واقية للبدن وإمدادات طبية وأموالا وأغذية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن الجبهة الإسلامية استولت على عشرات الأسلحة المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات من مخازن المجلس العسكري الأعلى في معارك دارت يوم السبت. ويقوض نجاح الجبهة الإسلامية في الاستيلاء على مخازن الأسلحة تأكيدات المجلس العسكري الأعلى للولايات المتحدة بأنه لن تقع أي إمدادات ترسل لمقاتليه في أيدي الكتائب الإسلامية. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في أنقرة إن الموقف مايزال قيد التحقيق لتحديد "موقف المعدات والإمدادات الأمريكية التي أرسلت إلى المجلس العسكري الأعلى". وأضاف أن تسليم المساعدات إلى جنوبسوريا عبر الأردن لن يتأثر. وقتل خمسة مقاتلين في الاشتباكات عند باب الهوى، لكن لم يتضح إلى أي جانب ينتمون. وترسل المساعدات الأمريكية التي تشمل شاحنات وسيارات إسعاف ووجبات جاهزة إلى سوريا برا من تركيا. وقال مسؤولون أمريكيون في الصيف إنهم طوروا نظام توزيع يعتمد على عناصر المجلس العسكري الأعلى وهو ما من شأنه أن يضمن وصول المساعدات إلى الجماعات المتحالفة مع الولاياتالمتحدة. وتحرص الولاياتالمتحدة على ألا تصل المساعدات غير الفتاكة إلى الإسلاميين. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إنه يجب ألا يساء تفسير تعليق المساعدات. وأضاف "ليس هذا على الإطلاق بداية لأن تنفض الولاياتالمتحدة يديها. سنظل مشاركين في الجهد الإنساني وسنظل مشاركين في المسعى الدبلوماسي. هذا لا يمثل تغييرا في سياسة دعمنا للمعارضة المعتدلة". وتابع قوله إن الإدارة تبحث عن سبل أخرى لتقديم الدعم دون أن يقع في أيدي "المتطرفين". وتريد بريطانيا توضيح الموقف بعد الاشتباكات. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة "ليس لدينا خطط لتسليم أي عتاد في حين مايزال الموقف بهذا الغموض. سنبقي ذلك قيد المراجعة الدقيقة".