في خضم الاهتمام بالموروث التاريخي المادي منه وغير المادي، وكذا الاهتمام بالقطاع السياحي في جميع المدن المغربية، عقد، أخيرا، لقاء بين لحسن حداد، وزير السياحة المغربي، ومحمد حسين سمسم، وزير السياحة والآثار العراقي، في مقر وزارة السياحة في الرباط وذلك لتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال، ورصد الإمكانيات المتاحة لتطوير العلاقات والاستثمارات السياحية، اعتبارا إلى أن العراق والمغرب يتميزان بتاريخ عريق متنوع الحضارات والمآثر. وقال مصدر مطلع، ل"المغربية"، إن الوزيرين عبرا خلال اللقاء عن الطموح في تأسيس شركة قابضة مشتركة من القطاع الخاص في المجال السياحي والفندقي بين العراق والمغرب. وأوضح المصدر نفسه أن تناول اللقاء الخصوصيات التاريخية والأثرية المغربية، التي أصبحت في السنوات الأخيرة تلقى إقبالا من قبل السياح الأجانب بشكل كشف عن الدلالات التراثية الفريدة للمغرب، كما يعتبر العراق بلدا يحتضن حضارات مختلفة، تعاقبت وتركت فيه غنى حضاريا، يؤهله لاستثماره في شراكات سياحية مع المغرب. كما تطرق حداد إلى التطورات التي شهدها المغرب في قطاع السياحة، من خلال تسخير مؤهلاته الطبيعية والتاريخية والحضارية، ليصبح وجهة مهمة للسياح من مختلف الدول، خاصة أنه يجمع بين المقومات الجغرافية والتاريخية والبنيات التحتية. من جهته، تحدث الوزير العراقي عن واقع قطاع السياحة والآثار في بلاده، وتجربة الوزارة الفتية وخططها الاستراتيجية الرامية للنهوض بهذا الواقع، وطموحها في الانفتاح على المحيط العربي، وإعادة الحياة للاتفاقيات ومذكرات التفاهم السابقة المبرمة مع مختلف الدول، حسب المصدر نفسه. كما أكد سمسم أهمية إنعاش السياحة الدينية والترفيهية والقطاعات السياحية الأخرى للبلد، معربا عن رغبة وزارته في تفعيل العلاقات السياحية مع المغرب لما يحتله من أهمية في هذا المجال، مشددا على ضرورة التعاون لتذليل كافة المعوقات التي تواجه السياح العراقيين. وتطرق اللقاء إلى النتائج الإيجابية التي يمكن أن يفرزها التعاون بين البلدين في إطار إنعاش السياحة بينهما، عبر تبادل الخبرات والمعارف وفتح آفاق لزوار البلدين. وأوضح المصدر نفسه أن اللقاء حضره، إلى جانب وزيري السياحة، حازم اليوسفي، سفير العراقبالرباط، الذي أكد في مداخلة له حرص السفارة على اغتنام الفرص والمناسبات للتقريب بين البلدين وتعزيز العلاقات بينهما، ووجود نية لفتح خط نقل جوي مباشر بين البلدين.