تقترب ثلاثة أحزاب يسارية من الإعلان رسميا عن ميلاد فدرالية بين تشكيلاتها، بعد أن قطعت مراحل إنشائها أشواطا مهمة. يتعلق الأمر بأحزاب المؤتمر الوطني الاتحادي، والاشتراكي الموحد، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وقال عبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إنه، بعد إقرار الورقة السياسية والتنظيمية من قبل الهيئة التنفيذية للتحالف، ستعقد المكاتب السياسية للأحزاب الثلاثة، غدا الأحد، اجتماعا مشتركا لمناقشة هذه الورقات، ووضع اللمسات الأخيرة عليها. وأضاف لعزيز، في تصريح ل"المغربية"، قوله "بعد اجتماع المكاتب السياسية، سيأتي المرور إلى مرحلة إقرار هذه الورقات من قبل الهيئات التنفيذية للأحزاب"، مشيرا إلى أن الأحزاب الثلاثة ستعقد مجالسها الوطنية الاستثنائية للمصادقة على هذه الوثائق، وكذا مبدأ الفدرالية. وأفاد أنه، بعد مصادقة المجالس الوطنية للأحزاب على الورقات، سيحدد تاريخ الإعلان عن ميلاد الفدرالية بشكل رسمي، متوقعا أن يكون ذلك "قبل نهاية دجنبر الجاري، أو في غضون شهر يناير المقبل، على أبعد تقدير". وأفاد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي أن "تشتت الأحزاب السياسية، خصوصا التي لها مواقف سياسية متقاربة، يخلق نوعا من الارتباك لدى المواطنين في محطات أساسية، ولا يعطيها القوة الكافية"، مبرزا أنه "مع صعوبة المرور مباشرة إلى الاندماج، ارتأت الأحزاب الثلاثة القيام بهذه الخطوةالانتقالية، من خلال تأسيس هيئة تقريرية مشتركة". وأضاف "بعد خلق هذه الفدرالية، ستصبح بعض القضايا السياسية الأساسية لا تناقش على مستوى الهيئات التقريرية للأحزاب المشكلة لها، وإنما ستناقش على مستوى الهيئة التنفيذية للفيدرالية، وسيكون هناك تقدم كبير، مثلا في ما يخص القضايا المتعلقة بالدستور والانتخابات وغيرها من القضايا الكبرى، التي ستتخذ فيها مواقف مشتركة على مستوى الهيئات التقريرية للفدرالية". وأوضح لعزيز أنه سيكون للفدرالية مكتب سياسي مشترك، هيئة تنفيذية مشتركة، تجتمع بشكل دوري، كما سيمثلها بشكل دوري أحد الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة، بالاستشارة مع الأمينين العامين. واعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي أنه "بميلاد الفدرالية، نسير نحو بناء حزب واحد"، مستطردا "لكن، خلال هذه المرحلة، سيحافظ كل حزب من الأحزاب الثلاثة على وجوده القانوني وهيئاته، وسيكون هذا الإطار المشترك تمهيديا للاندماج مستقبلا".