قرر جمعويون من مدينة الدارالبيضاء والمحمدية رفع اهتمامهم بمشاكل الأسر الفقيرة، وتنسيق اشتغالهم حول المشاكل المتعلقة بتدبير الفضاءات العمومية والخضراء، والخدمات الأساسية، من قبيل الصحة والنقل والبيئة وذلك من خلال تنظيم لقاءات "المنتدى الاجتماعي للأحياء الشعبية" على مدى ثلاثة أيام (6 و7 و8 دجنبر الجاري) بالمصنع الثقافي الباطوار، بالدارالبيضاء. وقال حسن نظير، عضو لجنة التغطية والبرمجة بالمنتدى الاجتماعي، خلال ندوة صحفية عقدت، أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، إن "اختيار المصنع الثقافي الباطوار لعقد لقاء المنتدى الاجتماعي للأحياء الشعبية لم يكن عبثا، بل هو إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الرمز الذي يحمله الباطوار في الذاكرة الشعبية، وتعبير عن رفض قرار تفويته من طرف مجلس المدينة إلى جهات أخرى، تستغله خارج الإطار الثقافي". وأوضح نظير أن أشغال المنتدى ستنشط من طرف جمعيات نشيطة في تسعة أحياء شعبية، ويتعلق الأمر بحي لابيطا بالمحمدية، ودرب غلف، ودرب بوشنتوف، ودرب الحمر بالبرنوصي، وحي طمارس بعين السبع، وحي السعادة بالحي المحمدي، وحي الخيرية بابن امسيك، ودرب هرس في حي عادل، بالدارالبيضاء. وتهتم هذه الجمعيات، يقول نظير، بالعمل عن قرب مع المواطنين بالأحياء الشعبية، حول القضايا المتعلقة بالنقل، والبيئة، والصحة، إلى جانب المشاكل اليومية للعاملين في القطاع غير المهيكل، كالباعة المتجولين، والفراشة، وبائعات الخبز والمعجنات، والمشتغلات في البيوت، موضحا أن هذه الفئة تساهم بدورها في الاقتصاد الوطني، وتغطي حاجيات شريحة واسعة من المواطنين، غير أنها "لا تستفيد من التغطية الاجتماعية، ولا تتوفر على حماية تقيها الحرمان من حقوقها في كسب قوتها اليومي". ويهدف اهتمام الجمعيات بالفئة التي تدخل في إطار الاقتصاد غير المهيكل، حسب نظير، إلى تنظيمها داخل إطار واحد، بغية تحسين ظروف اشتغالها وطرق استغلالها من طرف المشغل. وأوضح نظير أن "المنتدى لا ينتصب كممثل لهذه الشريحة الاجتماعية، لأن هناك فاعلين يصبون كامل اهتمامهم في تحسين ظروف فئات تعيش الهشاشة الاجتماعية". من جهته، قال عبد الله زعزاع، عضو اللجنة المنظمة، التابعة للمنتدى الاجتماعي للأحياء الشعبية، في تصريح ل"المغربية"، إن "المبادرة لم تأت من عدم، لأن لقاءات عدة نظمت منذ 1999 حول موضوع التنمية المحلية، بمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبة". وأوضح أن التراكمات، التي حققتها التجارب السابقة، خلقت لدى الفاعلين الطموح إلى ربط النضال المحلي من أجل التنمية بتوجه كوني للبحث عن بدائل توحد الحركات الاجتماعية عبر العالم، لصياغة بديل إنساني مناهض "للتنمية الليبرالية"، الذي تطور على ضوء المنتدى العالمي لبورتو أليغري (البرازيل) سنة 2001. وأفاد المنتدى الاجتماعي للأحياء الشعبية في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن مدينة الدار البيضاء شهدت، في نونبر الماضي، سلسلة من الاجتماعات، شاركت فيها فعاليات وهيئات جمعوية من المدينة نفسها ومن المحمدية، من المنتديين الاجتماعيين المغربي والمغاربي، وأسفرت عن قرار تنظيم لقاءات أيام 6 و7 و8 دجنبر الجاري بالمصنع الثقافي الباطوار (المجازر القديمة).