احتشد العشرات من المواطنين، بعد ظهر الجمعة الماضي، بشارع مولاي إسماعيل بالصخور السوداء في الدارالبيضاء، لمتابعة أطوار إعادة تمثيل جريمة قتل، راح ضحيتها صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية والتبغ، بعد تلقيه حوالي تسع طعنات، أردته قتيلا داخل محله، يوم 2 نونبر الماضي. بعد طول انتظار، واتخاذ كافة الترتيبات الأمنية اللازمة، اقتادت عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع المتهم وسط حراسة أمنية شديدة، نحو المحل، لتشخيص وقائع ارتكابه الجريمة، وبمجرد وصوله، تعالت الأصوات منددة ومستنكرة بهذا الفعل الإجرامي، مطالبة بتوقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم. وجسد المتهم بكل تلقائية تفاصيل ارتكابه للجريمة، مسددا 9 طعنات قاتلة إلى أنحاء مختلفة في جسد الضحية، قبل أن يستولي على مبلغ ألفين و800 درهم، وهاتف محمول، سيكون سببا في الإيقاع به في شباك محققي الشرطة القضائية. وقال العميد محمد بنبلة، رئيس الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع، إن تفاصيل الحادث تعود إلى يوم 2 نونبر الماضي، عندما توصلت قاعة المواصلات بمكالمة تفيد ضرورة الانتقال إلى شارع مولاي إسماعيل، لمعاينة جثة بمحل تجاري معد لبيع المواد الغذائية والتبغ. وأضاف بنبلة، في تصريح ل"الصحافة"، أنه بمجرد الانتقال إلى المكان، تبين أن الأمر يتعلق بجريمة قتل في حق صاحب المحل (52 سنة)، بعد تلقيه 9 طعنات، كانت كافية لترديه قتيلا، مشيرا إلى أنه، بعد إجراءات المعاينة، انطلقت عمليات البحث عن المتهم، طبقا للأوصاف التي أدلى بها شهود كانوا بالمكان، أكدت جميعها أن المتهم يتراوح عمره بين 20 و24 سنة، أبيض البشرة، ومتوسط البنية، ويحمل آثار جرح بسيط على مستوى شفته السفلى. وأفاد العميد بنبلة أنه بعد إيقاف عدد كبير من المشتبه بهم، اهتدى المحققون في آخر المطاف إلى المتهم المطلوب، الذي تبين من خلال البحث التقني أنه آخر من استعمل الهاتف المحمول للضحية، مبرزا أنه حاول في بداية الأمر التمويه، إذ قال للمحققين إن الهاتف، الذي ضبط بحوزته، اقتناه من شخص مجهول الهوية في جوطية البرنوصي. والأكثر من ذلك، يضيف رئيس الشرطة القضائية، فإنه "مدنا بالأوصاف المزعومة للمتهم الذي ادعاه، كما أبدى رغبة كبيرة في مساعدتنا لإيقاف الجاني المفترض، وكان يمدنا بمعلومات خاطئة حول أوصافه، بيد أن التحريات بينت عكس ذلك، وأثبت البحث التقني والعلمي أنه هو المتهم الحقيقي". وأوضح بنبلة أن المتهم من مواليد 1992، من دون سوابق، وتناول وقت اقترافه للجريمة مشتقا للحليب داخل المحل، قبل سرقة ما بداخل القماطر، وهو مبلغ ألفين و500 درهم أوراق نقدية، و300 درهم قطع نقدية، مشيرا إلى أن تحليلات الحمض النووي أكدت أنه المتهم الحقيقي. وبخصوص أسباب ارتكابه للجريمة، أفاد العميد بنبلة أن المتهم كان مدينا لصاحب نادي أنترنت بمبلغ 3000 درهم، صرفه في نزواته الشخصية، مضيفا "بعد أن ألح عليه صاحب الدين في استرداد دينه، حاول إيجاد هذا المبلغ بأي وسيلة كانت، وهنا اختمرت فكرة القيام بفعل إجرامي لتسديد هذا الدين". وأبرز المسؤول الأمني أن المتهم فكر مليا في السرقة، ومرورا بشارع مولاي إسماعيل، استرعى انتباهه المحل التجاري المذكور، إذ صادف الحادث يوم السبت، وكانت حركة الراجلين خفيفة جدا، "فدخل المحل، واقتنى علبة عصير تناولها بسرعة، وظل يتحين فرصة الانقضاض على الضحية، ثم سدد له طعنات عدة، أردته قتيلا". وذكر رئيس الشرطة القضائية أن المتهم اقتنى، قبل ارتكابه للجريمة، قرصين مهلوسين (قرقوبي) من منطقة سيدي مومن، التي يتحدر منها، وتناولهما مع قطعة شيرا، قبل أن يقدم على ارتكاب الجريمة، مشيرا إلى أن المتهم، بعد مواجهته بمجموعة من القرائن والأدلة العلمية، اعترف بالمنسوب إليه، كما ثبت من خلال كاميرات التسجيل المثبتة بالأزقة التي عبرها بعد اقترافه الجريمة، أنه كان لوحده. وأحيل المتهم، أول أمس السبت، على استئنافية البيضاء، بتهمة "القتل العمد".