اهتزت مدينة سيدي بنور، ظهر السبت الماضي، على وقع جريمة قتل مزدوجة، ذهب ضحيتهما رجلان، قضيا نحبهما طعنا بالسلاح الأبيض، في حادثين منفصلين، وقعا بفارق زمني، لم يتعد 5 دقائق، وفي مكانيين لا تفصلهما إلا بضعة أمتار. حسب مصدر مطلع، فإن شابا يبلغ من العمر 26 سنة هاجم، منتصف نهار السبت الماضي، صاحب دكان لبيع السجائر من مواليد 1980، كائن بشارع الجيش الملكي في سيدي بنور، وسدد له طعنة غائرة وغادرة، بواسطة سكين من الحجم الكبير، أصابته تحت إبطه الأيمن، وأردته قتيلا في عين المكان. وبعدها، ولج الجاني إلى مقهى بالجوار، كائن قبالة الدكان المذكور، وسدد طعنة بالسلاح الأبيض ذاته، إلى زبون من مواليد 1967. وأمام ذهول المواطنين والمارة الذين عاينوا وقائع النازلتين الدمويتين، غادر الجاني مسرحي الجريمة، وهو يردد عبارة "هوما لبلاوني بالتيرسي...". وفور إشعارها، هرعت الضابطة القضائية التابعة للفرقة المحلية للشرطة القضائية لدى المنطقة الأمنية الإقليمية بسيدي بنور، إلى مكان وقوع الجريمتين، وباشرت المعاينات والتحريات الميدانية. وبحضور السلطة المحلية، انتدب المتدخلون الأمنيون سيارة لنقل الأموات، نقلت جثة الضحية الأول، متزوج وله أبناء، إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى المحلي بالمدينة، فيما أقلت سيارة الإسعاف الضحية الثاني، متزوج، كان ما يزال على قيد الحياة، لكن في حالة صحية حرجة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة (67 كيلومترا شمال سيدي بنور)، غير أنه لفظ أنفاسه في الطريق. وعقب وقوع جريمتي الدم البشعتين، شنت دوريات راكبة وراجلة من مختلف المصالح الأمنية "الفرقة المحلية للشرطة القضائية، والأمن العمومي، والهيئة الحضرية، وفرقة الدراجيين الميدانية"، حملات تمشيطية مكثفة وواسعة النطاق، أفضت في حينه إلى إيقاف الجاني، من قبل شرطي مرور لدى الهيئة الحضرية، داخل مقهى على الطريق المؤدية إلى جماعة العونات، وتحديدا بمحاذاة المستشفى المحلي، لحظتها اضطر الشرطي الذي كان على متن دراجة نارية، وبمعية عون السلطة الذي بلغ عن القاتل، إلى استعمال سلاحه الوظيفي، بعد أن أشهر المتهم سلاح الجريمة في وجه الشرطي، محاولا الاعتداء عليه. وبعد تصفيد المتهم، اقتيد إلى مقر المنطقة الأمنية، حيث وضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث معه، وإحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، على خلفية الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه. وحسب مصدر مقرب من الجاني، فالأخير كان يخضع منذ سنة للعلاج لدى طبيب في الأمراض النفسية.