يمس داء السكري 8.3 في المائة من المغاربة، أي حوالي 1.5 مليون مصاب، وفق تقديرات الأطباء الاختصاصيين في علاج داء السكري وأمراض الغدد الصماء هذا في الوقت الذي توقعت منظمة الصحة العالمية سنة 2012، بلوغ انتشار مرض السكري في المغرب إلى 9.9 في المائة في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 سنة فما فوق. وتفيد معطيات منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد الإصابات إلى 2.6 مليون مريض، بحلول سنة 2030، أي 9.8 في المائة من السكان، إذا لم تبذل مجهودات جبارة للتصدي لزحف الداء. وتبرز المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، أن داء السكري لدى الأشخاص البالغين 20 سنة فما فوق، يشكل 6.6 في المائة من السكان أي حوالي 1.3 مليون مريض، يوجد أغلبهم في المناطق الحضرية، وبمعدلات أعلى عند الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 سنة. ويسجل المغرب قرابة 100 ألف طفل مصاب بالسكري الجنيني من النوع الأول، حسب معطيات صادرة عن الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية، نتيجة تدمر خلايا البنكرياس المنتجة لمادة الأنسولين لدى الوليد. من جهة أخرى، يقدر عدد الأطفال المصابين بداء السكري في المغرب ب150 ألف طفل، ممن لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، يحملون النوع الثاني من المرض، الذي لا يصيب عادة إلا البالغين، حسب إفادات الجمعية المغربية لمرض السكري والغدد الصماء. وتبعا لذلك، خلدت وزارة الصحة وجمعيات المرضى وأطباء أمراض السكري والغدد الصماء، أمس الخميس، اليوم العالمي لداء السكري، الذي يصادف 14 من نونبر من كل سنة، تحت شعار "الوقاية من مرض السكري والتربية العلاجية"، للتذكير بالطرق الوقائية من الداء وسبل علاجه واتقاء مضاعفاته الصحية، التي تتمثل في تدمر الأوعية الدموية، ما يصيب العين والكلي والأعضاء، وأمراض مزمنة أخرى. وتنظر عددا من الجمعيات الطبية الناشطة في مجال الوقاية من السكري، إلى الداء بأنه مرض مزمن، يخلف عدد من الإعاقات والأمراض المزمنة، إذ يعتبر السبب الأول وراء بتر القدم السكرية في المغرب، بنسبة تصل إلى إجراء عملية بتر في كل دقيقتين، إلى جانب تسببه في فقدان البصر بعد إتلاف شبكية العين، والإصابة بالشلل النصفي والجلطة الدموية وأمراض الكلي الخطيرة. وتفيد الجامعة المغربية لداء السكري أن 50 في المائة من الإصابة بتعفنات القدم السكرية في المغرب، سببها ارتداء الحذاء غير المناسب، وأن 80 في المائة من حالات الإصابة بالقدم السكرية، يمكن تفاديها مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب للجروح والتعفنات التي تصيب القدم، إضافة إلى التقيد بأخذ الاحتياطات الضرورية وتجنب مسببات إيذاء القدم السكرية. ويثير ظهور داء السكري وسط فئة الأطفال مخاوف عدد من الأطباء، ويرتبط ظهوره وسط الأطفال بتغير العادات الغذائية وأنماط العيش لدى شريحة واسعة من الأسر المغربية، التي باتت تتغذى على الوجبات السريعة، في مقابل ضعف استهلاك الخضر والفواكه والأسماك. وبمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء السكري، أعلنت وزارة الصحة عن وضعها مخططا يرمي إلى التقليص من نسبة الإصابة بالمرض، يشمل تفعيل برنامج الكشف المبكر لمرض السكري عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، في جميع المراكز الصحية بمعدل 500 ألف شخص سنويا". وينضاف إلى ذلك، "توفير الأدوية المضادة للسكري عن طريق الرفع من الميزانية المخصصة لاقتناء الأدوية لسنة 2013، تضم 63 مليون درهم للأنسولين، و74 مليون درهم للأدوية التي تأخذ عن طريق الفم، ما من شأنه أن يلبي 60 في المائة من الحاجيات لهذه الأدوية مجانا، وكذا تكوين الأطباء العامين في مجال التكفل بمرضى السكري"، يضيف بلاغ رسمي صادر عن وزارة الصحة، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وتشمل الأهداف الاستراتيجية لهذا المخطط، تفعيل مراكز التكفل بالمصابين بالأمراض المزمنة، بالخصوص، مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، لضمان تقديم الفحوصات المتخصصة، وهي مراكز توجد في 23 عمالة وإقليم. وبخصوص تعزيز دور التربية العلاجية، التي ستساعد المرضى على بلوغ درجة عالية من المعرفة بمرضهم وبالعلاجات المتوفرة، تعمل وزارة الصحة على تأهيل المرافق الصحية وتفعيل برنامج علاجي مصادق عليه من طرف الفيدرالية الدولية لداء السكري، يضيف بلاغ المذكور. يشار إلى أن أسباب الإصابة بداء السكري متنوعة، منها ما هو جيني، إلا أن أبرز الأسباب التي توصلت إليها الدراسات الحديثة، يظل هو تغير نمط الغذاء، والتعرض للملوثات الكيماوية البيئية، مثل المبيدات، و"النيترات" والمعادن الثقيلة التي تعد من مسببات اضطرابات الغدد الصماء، إلى جانب نقص فيتامين "د" الذي يحفز الإصابة بالسكر