تنطلق، مساء اليوم الجمعة، بمدينة ورزازات، فعاليات المهرجان الوطني لفنون أحواش، المنظم تحت الرعاة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "من التراث إلى الذاكرة إلى المستقبل" وذلك عبر وصلات لفنون ألوان أحواش المتنوعة، سيستعرضها كرنفال المهرجان المتشكل من عدة فرق فلكلورية تمثل الجهات الخمس، ستصدح ألحانها وإيقاعاتها بمعظم فضاءات المدينة انطلاقا من ساحة قصبة تاوريرت. وسيكون عشاق فن أحواش، خلال دورة هذه السنة من المهرجان، وعلى مدى أزيد من ست ساعات يوميا، على موعد مع لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، مع الاستمتاع بمجموعة من اللوحات الفنية للفرق المشاركة، المستوحاة من الفلكلور الشعبي ستتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المغربي، في حفلات فنية تحتضنها كل من قصبة تاوريرت، وساحة الموحدين، وساحة 3 مارس، يشرف على إخراجها الفنان السينوغرافي، الحسين الهوفي، من خلال إعداد سينوغرافي يساير طابع أحواش ورمزية موسيقاه ورقصاته وألوانه، في تمازج آخاد مع قصبة تاوريرت والحضور الخاص لتأثيث الإضاءة. وتشكل هذه التظاهرة٬ تراثا وطنيا٬ يتضمن مجموعة من التقاليد والعادات المغربية٬ الواجب الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال الصاعدة. وتتميز دورة هذه السنة بمشاركة أزيد من 400 فنانة وفنان موزعين على 22 فرقة تنتمي إلى مختلف مناطق أحواش بالمغرب، سيتنافسون في إبراز مواهبهم وإمتاع جمهورهم في ثلاث منصات بفضاءات المدينة. ويسعى المنظمون من وراء تنظيم هذه التظاهرة، إلى جعلها حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا يسعى إلى الاحتفال بالتراث الفلكلوري المغربي من أجل المحافظة عليه واستمراريته لإشعاع التراث الشفهي داخل التنوع الثقافي للمملكة. ويتوقع المنظمون أن تستقبل مدينة ورزازات، الآلاف من عشاق فن أحواش، الذين سيأتون إليها لاكتشاف برمجة غنية دأب المهرجان على تنظيمها، تشمل حفلات موسيقية وفعاليات فنية وفضاءات للحوار والنقاش. ويعد المهرجان الوطني لفنون أحواش، الذي يندرج في دينامية المحافظة وإنعاش ونقل التراث اللامادي للمغرب، مناسبة لتثمين الموروث الثقافي المغربي، كما أنه يشكل إحدى الآليات الكفيلة بإنعاش المنتوج السياحي بمدينة ورزازات، وترسيخ مكانتها السياحية التي تتميز بها على الصعيدين الوطني والدولي. وأكد محمود الزماطي، المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بورزازات، أن دورة 2013 من المهرجان الوطني لفنون أحواش، المنظمة من طرف وزارة الثقافة، بالتعاون مع المجلس الإقليمي، والمجلس البلدي والمجلس الإقليمي للسياحة لورزازات، تشهد لأول مرة تقديم منتخب أحواش، يتكون من 4 فرق فلكلورية، بعد حلم ظل يراود إدارة المهرجان منذ 1962. وأوضح الزماطي، في اتصال مع "المغربية"، أن تشكيل منتخب أحواش، جاء بعد العديد من اللقاءات والمساعي التي عقدتها مندوبية وزارة الثقافة بورزازات، مع عدد من المهتمين بهذا الفن التراثي، أفضى إلى تشكيل ثلاثة منتخبات أخرى في السنوات المقبلة، التي ستسعى إلى تقديم الوجه الأمثل لفنون أحواش بورزازات والنواحي. من جانبه، قال الحسين الهوفي، المدير الفني للمهرجان، إن خصوصية المهرجان تتمثل في الاحتفاء بتراث شعبي مغربي أصيل ظل متجذرا في الوجدان الجماعي الشعبي، وإبراز جميع ألوان فن أحواش بمختلف مناطق المغرب. وأضاف الهوفي أن المهرجان الوطني لفنون أحواش، يسعى إلى الاحتفال بفن أحواش وتقديمه بالشكل الحقيقي للجمهور، من خلال أشهر الفرق الفنية التي تتعاطى لهذا الفن التراثي بجميع ألوانه الاحتفالية.