تحتضن مدينة ورزازات فعاليات المهرجان الوطني لفنون أحواش، في الفترة الممتدة مابين 15 و17 نونبر المقبل وذلك بمشاركة أزيد من 400 فنانة وفنان موزعين على 22 فرقة تنتمي إلى مختلف مناطق أحواش بالمغرب، سيتنافسون في إبراز مواهبهم وإمتاع جمهورهم في ثلاث منصات بفضاءات المدينة. وسيكون عشاق فن أحواش، خلال دورة هذه السنة من المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف وزارة الثقافة بتعاون مع المجلس الإقليمي والمجلس البلدي والمجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، طيلة أيام المهرجان وعلى مدى أزيد من ست ساعات يوميا، على موعد مع لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، مع الاستمتاع بمجموعة من اللوحات الفنية للفرق المشاركة، المستوحاة من الفلكلور الشعبي ستتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المغربي. وقال الحسين الهوفي، المدير الفني للمهرجان، إن خصوصية المهرجان تتمثل في الاحتفاء بتراث شعبي مغربي أصيل ظل متجذرا في الوجدان الجماعي الشعبي، وإبراز جميع ألوان فن أحواش بمختلف مناطق المغرب. وأضاف الهوفي في اتصال مع "المغربية"، أن المهرجان الوطني لفنون أحواش، يسعى إلى الاحتفال بفن أحواش وتقديمه بالشكل الحقيقي للجمهور، من خلال أشهر الفرق الفنية التي تتعاطى هذا الفن التراثي بجميع ألوانه الاحتفالية. وأشار الهوفي إلى أن دورة هذه السنة ستعرف تنظيم كرنفال تنخرط فيه جميع الفرق الفلكلورية المشاركة، على شكل مسيرة احتفالية تنطلق من ساحة البوحسدين في اتجاه قصبة تاوريرت التي ستحتضن حفل الافتتاح. من جهة أخرى، قال منظمو التظاهرة الفنية إن دورة 2013 من المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات، تؤسس لمرحلة جديدة للمهرجان ليتبوأ مكانته ضمن لائحة المهرجانات الوطنية للفنون الشعبية التي ترعاها وزارة الثقافة كمهرجان عبيدات الرما، أو مهرجان أحيدوس، أو مهرجان الأندلسيات، أو المهرجان الوطني لفن العيطة وغيرها من المهرجانات. وأضافوا في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه أن المهرجان يسعى إلى الحفاظ على أصالة هذا الفن والحد من العوامل التي أصبحت تهدد وجوده بفعل التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع، وإعادة الاعتبار وإحياء هذا الموروث الثقافي الإنساني، الذي يعزز الهوية الوطنية وتماسكها، وهو ما يبرز قوة الإشعاع الفكري والإبداع المادي واللامادي لفن أحواش. ويشمل برنامج المهرجان، إضافة إلى السهرات الفنية التي ستحتضنها مختلف فضاءات المدينة، أمسيات شعرية وموسيقية تحتفي بالطاقات المحلية، علاوة على معارض ثقافية متنوعة، كما سيكون المهرجان مناسبة لتكريم بعض رواد وأعلام فن أحواش. وأبرز المنظمون أنه سيجري اتخاذ مبادرات أخرى ابتداء من الدورة المقبلة لتحصين خصوصيات هذا الفن مع ضمان إشعاعه وتوفير سبل استمراريته كفن مغربي أصيل، بجعل المهرجان يحتضن مسابقة للفرق المشاركة من أجل التباري والفوز بجوائز مهمة سيتم تخصيصها لهذا الغرض. وأضحى المهرجان الوطني لفنون أحواش، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "من التراث إلى الذاكرة إلى المستقبل"، ضمن أجندة المهرجانات الوطنية التي تشرف عليها وزارة الثقافة، التي وضعته ضمن استراتيجيتها للنهوض بالتراث والموروث الثقافي والفني والحفاظ عليهما، إلى جانب التحسيس بدور المهرجانات في إعطاء البعد الاستثماري الثقافي والاقتصادي والسياحي، واعتبارها عنصرا فعالا في التنمية الثقافية، التي تعد رافدا أساسيا من روافد التنمية المستدامة. ويراهن المنظمون في دورة 2013 على ترسيخ تصور جديد للمهرجان، ليس فقط على مستوى هويته، بل بإعطاء نفس جديد لفقراته وفق تصور إخراجي، مع تنويع لفقرات البرنامج العام، وفتح مجال أوسع للفرجات المفتوحة، وهو ما سيمكن فضاءات مدينة ورزازات من التحول إلى حاضرة فنون أحواش طيلة أيام المهرجان. وستعرف الدورة الحالية تنظيم ندوة علمية في موضوع "التراث الثقافي للجنوب المغربي: تحديات وآفاق" يؤطرها لفيف ونخبة من الباحثين والمختصين وبحضور فعاليات ثقافية وجمعوية ومنتخبين والمدعوين بالإقليم، بالإضافة إلى تنظيم معارض ثقافية تستهدف إبراز المؤهلات الثقافية والموروث الحضاري لهذه المنطقة، فضلا عن حضور الفرجة المسرحية وتنشيط للساحات العمومية بالمدينة مع إحياء أمسية شعرية أمازيغية لفنون أحواش. وسيحظى مجموعة من أعلام ورواد فن أحواش، في دورة هذه السنة بالتكريم خلال حفل خاص سيجري تنظيمه، على هامش المهرجان، اعترافا ومكافأة للخدمات، التي قدموها للحفاظ على أصالة هذا الفن وتنوع تاريخه.