أحالت مصلحة الشرطة القضائية التابعة لمفوضية تيفلت بعمالة إقليمالخميسات، الخميس الماضي، متهما من مواليد 1933، على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالخميسات، بعد متابعته من أجل النصب عن طريق القيام بأعمال الشعوذة. يأتي إيقاف المتهم بناء على معلومات توصلت بها مصالح الشرطة القضائية، مفادها أن شخصا مسنا يقوم بأعمال مشبوهة وسط دكان مجاور لمسجد حي الاقتصاد، ويصادف ذلك أوقات الصلاة ما دفع العديد من الجيران والمصلين إلى التساؤل حول طبيعة زيارات تلك النسوة للدكان خاصة أن أعدادهن يتضاعف مع اقتراب المناسبات الدينية التي تكثر فيها أعمال الشعوذة والدجل. وأفادت مصادر "المغربية" أن المعلومات التي حصلت عليها السلطات الأمنية عجلت بالاتصال بالنيابة العامة المختصة لإعطاء انطلاقة البحث والتحري في موضوع أزعج كثيرا سكان الحي حيث راقبت دوريات الأمن تحركات المواطنين والمواطنات في محيط الدكان وتبين أن المعني يستقطب زبناء من المدينة وخارجها بعدما ذاع صيته في مجال الشعوذة والدجل إلى درجة أنه أصبح قادرا على جلب الزبناء من الفئات الميسورة ومن مختلف مناطق المغرب. وبناء على المعلومات المتوصل بها، اقتحمت عناصر الشرطة القضائية الدكان، وأجرت تفتيشا دقيقا داخله تحت إشراف النيابة العامة المختصة تمكنت خلاله من حجز عدد من الطلاسم وجماجم الحيوانات وكتب تفسير الأحلام وأوراق بيضاء مكتوبة بحبر غريب تحمل صور عدد من الأشخاص علاوة على أعشاب طبية ومساحيق وسوائل غريبة شبيهة بمادة القطران والزيوت، إضافة إلى أعضاء حيوانات برية وصحراوية ومائية يوظفها المتهم لإيهام ضحاياه أنه قادر على تحقيق رغبات الزبناء المتنوعين، إذ استطاع المتهم إقناع الزبناء والتلاعب بمشاعرهم وإظهار قدرته على تحقيق رغباتهم وكذا معالجة الأمراض المستعصية. وانطلاقا من الأبحاث التي أجريت بعين المكان والمعدات المحجوزة بما فيها طلاسم مكتوبة بحبر غريب على ورق أبيض وبه صور أزواج معنيين، اهتدت عناصر الأمن إلى تحديد هوية عدد من الزبناء من النساء الضحايا حيث جرى الاستماع إليهن في محاضر رسمية تبين من خلالها أن الضحايا يرغبن في قضاء بعض المآرب الشخصية من قبيل زرع الحب بين الزوج والزوجة أو الكراهية بين الطرفين أو حل بعض المشاكل المستعصية، لذلك يلجأن إلى المتهم لطلب تحقيق ذلك مقابل مبالغ مالية. والأغرب في القضية ذاتها أن الأمر لا يقتصر على النساء الأميات أو اللواتي لم يكسبن من العلم ما يغنيهم عن أفعال الشعوذة، بل من ضمن زبائن المتهم صيدلانية بتيفلت لجأت إلى الاستعانة بخدمات المتهم وانساقت وراء خرافات الشعوذة والسحر، بعدما زارت المتهم طالبة منه وضع حجاب القبول لترويج الحركة التجارية بالصيدلية التي تديرها واستقطاب المزيد من الزبناء. وأضافت المصادر أن عناصر الشرطة القضائية اقتادت المتهم ومحجوزاته إلى مقر الأمن للبحث معه حول المنسوب إليه من أفعال حيث وضع رهن تدبير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة المختصة. وأثناء البحث معه حول المنسوب إليه من أفعال واستفساره عن مصدر والغرض من جمعه المحجوزات، اعترف بالمنسوب إليه من أفعال جملة وتفصيلا، موضحا قيامه بأعمال السحر الشعوذة من مدة زمنية ليست بالهينة، لكسب قوته اليومي وعند استفساره عن علمه بقانونية تلك الأفعال، أكد أنه على دراية تامة أن الأعمال التي يقوم بها مخالفة للقانون ويعاقب عليها. وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية وتحرير محاضر في الموضوع، أحيل المتهم على العدالة، ليتقرر وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي إلى حين اتخاذ الإجراءات اللازمة.