يسدل الستار، اليوم السبت، بمدينة مراكش، على أشغال الندوة الدولية، حول "التراث المائي والتقنيات التقليدية لتصريف المياه"، المنظمة بشراكة بين المعهد الدولي للماء والصرف الصحي، والمنظمة الدولية للماء، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. وسيعرف اليوم الأخير من الندوة الدولية، التي عرفت حضور أزيد من 150 خبير وعدد من المهندسين المتخصصين في التراث المائي الإنساني، يمثلون حوالي 15 دولة، تنظيم زيارة استطلاعية للخطارة الوحيدة المتبقية"عين طاهر"، المتواجدة بمنطقة حي الشرف، باعتبارها واحدة من بين معالم التراث المائي لمدينة مراكش، للوقوف على الوضع المتردي والمتدهور لهذه الخطارة، وايجاد حلول لاعادة ترميمها والنهوض بوضعيتها المتدهورة، بعدما كانت الى عهد قريب مصدرا لمياه لاينضب صبيبها، مشكلة معالم واحة تضم أصنافا مختلفة من النخيل والمغروسات التي تضفي على المنطقة رونقا خاصا، مساهمة بذلك في الحفاظ على التوازن الايكولوجي. وحسب محمد الفايز أستاذ جامعي بكلية الحقوق وباحت أكاديمي في مجال الترات المائي، فإن تاريخ حفر "الخطارة" المذكورة يعود الى فترة ما قبل الحماية الفرنسية بالمغرب سنة 1912، وهي خطارة حديثة التأسيس مقارنة مع مجموعة من الخطارات التي تعود إلى فترات زمنية موغلة في القدم تتزامن مع قيام الدول التي تداولت حكم المغرب ابتداءا من المرابطين والموحدين مرورا بالمرينيين والوطاسيين وصولا إلى السعديين. وأكد مجموعة من المشاركين، أن تقنيات "الخطارات"، هي أنظمة تقليدية لجر المياه إلى سطح الأرض، تستعمل بشكل خاص في المناطق الجافة والشبه جافة، وتعتمد على قنوات تحت أرضية تستخدم لصرف المياه من الفرشة المائية ونقلها إلى سطح الأرض، حيث تتحول إلى سواق توجه المياه إلى الحقول والمساكن. وأجمعوا خلال تدخلاتهم، على اعتبار الماء موردا طبيعيا أساسيا للحياة ومادة ضرورية يرتكز عليها الجزء الأكبر من الأنشطة الاقتصادية للإنسان، وشديد التأثر بالانعكاسات السلبية للأنشطة البشرية.