بعدما أتاحت وسيلة الإنترنت عملية الاتصال بين الصحافي والقارئ بنقله إلى موقع الحدث عبر الصورة والمضمون، فإن الاتحاد العام للصحافيين العرب ساهم خلال دورته التدريبية المنظمة أخيرا، بالقاهرة، في تسليط الضوء على التفاعلية الحاصلة بين الصحافيين والقراء عبر التغطيات الإعلامية التي ينكبون عليها. إحدى جلسات الدورة التكويينية استخلصت "المغربية" من خلال مشاركتها في الدورة لمدة خمسة أيام إمكانات التفاعل الإيجابي بين الصحافيين والقراء ومشاركة هؤلاء في أداء الأعمال الصحفية، بحكم قدرتهم على الرد على كل الآراء والمعلومات المنشورة اعتمادا على الإنترنت. في سياق مشاركة "المغربية" في الدورة التدريبية حول "المهارات الصحفية وتكنولوجيا المعلومات"، بمصر، اتضح أنه "نجاح الإصدارات الصحفية على شبكة الإنترنت يستدعي استجابتها لمتطلبات النشر، المنطلقة من القدرات الاتصالية المتاحة في هذه الشبكة. ومن بين الخصائص الاتصالية للصحافة، عبر الإنترنت التغطية الصحفية التفاعلية التي تهم الاتصال التفاعلي، الذي يكون أحيانا مباشرا عبر مشاركة القراء في غرف الحوار المنشأة من قبل الجرائد والصحف، لتبادل الحوار بين القراء والصحافيين، أو حوار هؤلاء مع مصادرهم الخاصة لإجراء حوارات صحفية. أما الاتصال التفاعلي غير المباشر، فهو الذي يعتمد على الرسائل الإلكترونية في البريد الإلكتروني، الذي يسمح بإرسال واستقبال رسائل إلكترونية متضمنة لتعليقات وملاحظات وآراء. الجرائد الإلكترونية أفاد المشرفون على الدورة، خلال معرض شروحاتهم وتفسيراتهم، إلى أن هناك خاصية العمق المعرفي في الجرائد الإلكترونية، إذ تعمل الجرائد والصحف على تقديم عمق معرفي إضافي للمواد المنشورة فيها، بتقديم خلفيات الأحداث وربطها بالقضايا أو الموضوعات المتعلقة بها، ومن بين الخدمات المعرفية، تصفح موضوعات صحفية أخرى ذات علاقة بالموضوع المستهدف، وكذا العودة إلى الأرشيف، والاطلاع على عدد من الطبعات التي تصدرها الجريدة حتى يستطيع القراء في كل مكان الاطلاع على الطبعات المختلفة". كما أن هناك خاصية التغطية الصحفية المستمرة، فالعمل الصحفي على الإنترنت لا يتوقف على مدار 24 ساعة، بما يتيح تجديد المادة الصحفية بشكل مستمر، فضلا عن السرعة في التغطية، ثم خاصية التغطية الصحفية المتعددة الوسائط، حيث يوفر الإنترنت العديد من الوسائل التفاعلية التي تجعل الوجود الصحفي عليها مميزا مثل الصوت والصورة والألوان واللقطات والمرئية المتحركة، وهي أمور تفعل عملية الاتصال الصحفي بين الجريدة والقراء، كما تسهل أداء الوظائف الصحفية، من أخبار وشرح وتفصيل، إضافة إلى القدرة على التحكم في طريقة العرض والأحجام والخلفيات والمساحات". أما التغطية الصحفية المؤلفة، فإن "الدورة التدريبية، أفادت الصحافيين المتدربين من مختلف الدول العربية، بأنها هذه الخاصية ترتبط بدور شبكة الإنترنت في توسيع المجتمع المعلوماتي، وإسهامها في إحداث نظرات تدعو لمراجعة المفاهيم التقليدية لأنماط الاتصال، إذ أسهمت هذه التقنية في توليف وتوفيق التغطية الصحفية التي يوفرها الإنترنت، وفقا لاحتياجات القراء من أخبار ومعلومات، وتغطيتهم الصحفية واهتماماتهم وأوقاتهم وتنقلاتهم، كما يمكن أن تؤلف الجريدة (مصادر الإنترنت)، بما يتوافق مع احتياجاتهم الصحفية وتوظيفها كأحد مصادرها الصحفية الذاتية". المهارات الصحفية كشفت الدورة التدريبية التي أشرف عليها أساتذة متخصصون في الصحافة ومهارات الإنترنت، على أن "الإنترنت بمثابة بنية تعليمية تحتية قوية، تجمع الوسائل والأدوات والتقنيات والأماكن والمعلومات في سلة واحدة، ما يضاعف القدرات البشرية ويحفزها على التعلم". كما أوضح المشرفون أن "استخدام الإنترنت أصبح وسيلة أساسية لجمع المعلومات والأخبار والاتصال، وهو ما أسفر عن تحول كبير في الممارسات الصحفية، وفي تحسين نوعية الأعمال الصحفية، بل وأصبح أحد المعايير الأساسية في تقييم مؤهلات ومعارف الصحفي، والحكم على مهاراته الصحفية". من جهة أخرى، فإن "الإنترنت وفر فرصا عديدة لتعلم المهارات الصحفية الأساسية لدارسي الصحافة، مثل كيفية الحصول على فيض متدفق من الأخبار الصحفية من مصادر متعددة وفي مجالات متنوعة، وكذا الحصول على كم كبير من المعلومات والبيانات والأرقام والإحصائيات واستكمالها ومتابعتها، واستطلاع وجهات نظر مصادرها الصحفية، وكذا الاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وأرشيفات العديد من المنظمات والشركات ووسائل الإعلام والمكتبات، والاستفادة من أدواتها المتعددة لإنجاز تغطية صحفية فورية وسريعة الأحداث، وتطوير مهارة إجراء حوارات فردية وجماعية مكتوبة ومرئية ومسموعة". الصوت والصورة "استطاع الإنترنت أن يساهم في تعليم وتدريس المقررات الصحفية، فهو يوفر تقنيات جديدة في توصيل المعارف، والمهارات الصحفية، وتزود أساتذة الصحافة، ببيئة صحفية افتراضية ممارسة طلابهم العمل الصحفي، كما يوفر الإنترنت بيئة جيدة لممارسة مهارات جمع الأخبار وتحليلها وإجراء الحوارات وتنفيذ التحقيقات وكتابة المقالات، وإعداد التقارير النصية والمصورة ، واستطلاع الآراء في موضوعات صحفية وشن حملات صحفية، فضلا عن الاستفادة من الأقسام الإخبارية المتوافرة على الإنترنت وخبرات الصحافيين المحترفين، وعقد مؤتمرات عن بعد (مسموعة ومرئية)". كما يتميز الإنترنت بطبيعة تعليمية متميزة تتمثل في الصوت والصورة والرسوم والألوان، وهي أدوات تيسر عملية الشرح والتوضيح، كما تتسم بالتفاعلية بين المرسل والمستقبل، والقدرة على تلقي الدرس عن بعد، والقدرة على تخزين واسترجاع مادة المقرر الدراسي". في السياق ذاته، أكد المشرفون على الدورة أن شبكة الإنترنت تعد أحد الخيارات التكنولوجية المعاصرة أمام الجماهير، سواء أكانوا أكاديميين أو صحافيين أو مستخدمين عاديين، وقد تطورت الصحافة لدرجة أن كل صحيفة صار لها موقعا إلكترونيا كي تنشر على النطاق العالمي وتصل لجمهورها في زمن محدد".