استنفرت جثة متآكلة، لفظها البحر مساء الاثنين المنصرم، على بعد حوالي 10 كيلومترات شمال أزمور، السلطات الدركية والمحلية، التي انتقلت فورا إلى مسرح حادثة الغرق. رجال الإنقاذ خلال بحثهم عن جثة الغريق (خاص) علمت "المغربية" لدى مصدر مطلع، أن الجثة التي عثر عليها على الشاطئ الصخري، بمحاذاة دوار "تكرارت" الخاضع لنفوذ دائرة أزمور، بتراب إقليمالجديدة، هي لشاب يتراوح عمره بين 18 و20 سنة. وكانت الجثة جد متآكلة، إذ لم يتبق منها سوى هيكل عظمي عار إلا من اللباس، إذ ما عدا سروال قصير "شورط"، الأمر الذي يستشف منه أن الضحية قد يكون قضى نحبه غرقا، ويفند في الآن ذاته، فرضية العمل الإجرامي، وكون الوفاة بفعل فاعل. ويستنتج من حالة الجثة، حسب المصدر نفسه، أن الهالك مجهول الهوية، فارق الحياة منذ وقت طويل، حيث بقيت جثته مشدودة بين النباتات البحرية والصخور، في أعماق المحيط الأطلسي، ولم تلفظها الأمواج إلا بعد أن أكل الحوت لحمها، وتآكلت كليا، وتحللت بفعل التعرية البحرية، والمياه المالحة. وانتدب المتدخلون الدركيون سيارة لنقل الأموات، نقلت الجثة إلى مستودع حفظ الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليميبالجديدة، في انتظار تحديد هوية صاحبها، حتى يتسنى تسليمها لأهلها، لمواراتها الثرى في مثواها الأخير. ولا يستبعد أن يكون الضحية شابا غرق منذ 5 أشهر، في شاطئ بونعايم (15 كيلومترا شمال مدينة أزمور). وكان أربعة أشخاص ينتسبون إلى أسرتين تربطهما أواصر القرابة، غرقوا، الصيف الماضي، في منطقة غير محروسة، تابعة لشاطئ بونعايم. وعلمت "المغربية" أن شقيقين متزوجين حلا، مساء الأحد 16 يونيو الماضي، بمعية أسرتيهما، من الدارالبيضاء، إلى شاطئ غير محروس، يبعد بحوالي كيلومترين عن شاطئ بونعايم المؤمن، بغية السباحة، وقضاء أوقات ممتعة من عطلة نهاية الأسبوع. وبعد أن تخلص أبناء العمومة الأربعة من ملابسهم، ارتموا، في حدود الساعة الثالثة و45 دقيقة عصرا في مياه الشاطئ، الذي تمنع فيه السباحة. وفجأة شوهد الأربعة وهم يصارعون أمواج المحيط الأطلسي، قبل أن يتواروا عن الأنظار. وفور إخطارهم، حضر رجال الإنقاذ بملابس الغطس من الشاطئ المحروس، على بعد أقل من كيلومترين، ونجا اثنان فقط من الغرق، حيث أخرجوهما إلى بر الأمان، وقدموا لهما الإسعافات الأولية، ونقلوهما على وجه السرعة، على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى المحلي بمدينة أزمور، ووصفت حالتهما الصحية ب "الحرجة"، فيما لفظت أمواج البحر جثة غريقة، وظل شاب رابع في عداد المفقودين، بعد أن يئس الغطاسون وعناصر الدرك الملكي من الفرقة الترابية بمركز أزمور، في العثور عليه، بعد أن جرى البحث عنه طولا وعرضا في البحر، على متن قوارب "زودياك"، وتضاؤل الأمل في العثور عليه حيا.