تواصل قافلة الحبوب والقطاني، التي ينظمها المجمع الشريف للفوسفاط بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والموزعين الوطنيين لأسمدة المجمع الشريف للفوسفاط،، جولاتها عبر عدة مناطق بالمغرب للتواصل مع الفلاحين الصغار، إذ حطت الرحال، أخيرا، بمركز جماعة أوناغة التابع لعمالة إقليمالصويرة. حسب المنظمين، فإن القافلة تعتبر تجسيدا لدعم المجمع الشريف للفوسفاط للفلاحة الوطنية وتضامنه مع الفلاحين الصغار، كما تعكس انخراطه الفعلي تجاه القطاع الفلاح الوطني في مخطط المغرب الأخضر. وتهدف إلى تعزيز الاستعمال الرشيد والمعقلن للأسمدة على الصعيد الوطني لزراعة مستدامة وناجحة. وتستهدف القافلة أكثر من 3000 فلاح صغير في المناطق المنتجة للحبوب والقطاني، من أجل مساعدتهم على فهم نوعية تربتهم، وتبني أنجع الوسائل للتسميد وتحسين إنتاجية ومردودية أراضيهم، من خلال استعمال ملائم للأسمدة. ولتحقيق هذه الأهداف، عبأت القافلة موارد بشرية ومادية مهمة وأدوات تعليمية مكتملة لتبادل المعرفة في الميدان على شكل قرية تبلغ مساحتها 2400 متر مربع، ضمت مختبرا لتحليل التربة، ومنصة معلوماتية تحتوي على قاعدة بيانات "خارطة خصوبة التربة". ويعتبر المنطمون أن تحليل التربة يعد خطوة أولى نحو التنمية الفلاحية المنتجة والمستدامة، وتقدم خارطة خصوبة التربة، التي ظهرت إلى الوجود بفضل شراكة بين القطاعين العام والخاص، قاعدة بيانات قيمة عن خصائص التربة والموارد الطبيعية الموجودة في كل منطقة جغرافية، وتحلل البيانات من قبل خبير متفاعل على شبكة الأنترنت، يعطي توصيات حول الممارسة الملائمة لتسميد التربة، ويمكن هذا النظام ألمعلوماتي الفلاحين الصغار من تحسين إنتاجية تربتهم، من خلال استفادتهم من نصائح وتوجيهات تتعلق بزراعاتهم، والاستعمال الملائم للأسمدة كميا ونوعيا. ولتشجيع الابتكار وروح المقاولة في قطاعي الفلاحة والصناعة الفلاحية، أنشأ المجمع "صندوق المجمع الشريف للفوسفاط للابتكار في المجال الفلاحي" مزود بميزانية تقدر ب 200 مليون درهم، يوفر لحاملي المشاريع دعما لمواكبة نجاح مشاريعهم على جميع المستويات، ويضع رهن إشارتهم بنيات لاحتضان المشاريع المبتكرة، إضافة إلى خلية من الخبراء تمنح الدعم والتأطير المستمر للمشاريع، تحت رعاية وتمويل المجمع الشريف للفوسفاط، وتهدف هذه الخدمات إلى تعزيز المشاريع المصادق عليها، من خلال توفير إطار تحفيزي وآمن للمقاولين، يمدهم بوسائل فعالة لنهج سياسة جريئة، في نهاية أبريل 2013، استفادت أربع شركات من هذا الصندوق، ناهز المبلغ الإجمالي للاستثمار 310 ملايين درهم (من بينها 60 مليون درهم ساهم بها الصندوق)، استفاد منه 100 فلاح ومكن من خلق 400 منصب عمل. ومن أجل تقديم المنتجات الأكثر ملاءمة لتربة صغار الفلاحين، قامت قافلة المجمع الشريف للفوسفاط بعرض مجموع منتجاتها الجديدة المتطورة والمناسبة لكل احتياجات الفلاحين وتربتهم، يتعلق الأمر بعلامة تجارية جديدة للمنتجات الفوسفاطية المبتكرة، والتي تنقسم إلى أربعة أنواع من المنتجات (التطبيق المباشر، الأسمدة المركبة، الأسمدة القابلة للذوبان، وأعلاف الحيوانات). وأوضح المنظمون أن قطاع الحبوب والقطاني يتسم بأهمية اجتماعية واقتصادية كبرى بالمغرب، لما لها من وقع اجتماعي كبير على الفلاحين الصغار، مبرزين أن زراعة الحبوب والقطاني تهيمن على أغلبية المزارع الوطنية، إذ لها أهمية قصوى في استهلاك المغاربة، إضافة إلى ترابطها الوثيق مع الإنتاج الحيواني، ومثل 75 في المائة من المساحة القابلة للزراعة كما تساهم بنسبة 10 حتى 20 في المائة من الناتج الوطني الخام الزراعي. وينتج المغرب ما يناهز 50 مليون قنطار في المتوسط كل سنة على مساحة تبلغ 5,3 ملايين هكتار. أما المزارع الوطنية التي يبلغ عددها 1,4 مليون فإنها تحقق ما يناهز 15 مليار درهم من المبيعات. وتشغل زراعة القطاني مساحة إجمالية تقدر ب 370.000 هكتار، وتوفر 2,4 مليون قنطار من الإنتاج المتوسط السنوي، وما يقارب 10 ملاين يوم عمل. وجدير بالذكر أن إطلاق قافلة الحبوب والقطاني 2013 جاء بتزامن مع الموسم الفلاحي 2013-2014، ويرتقب أن تمر القافلة خلال شهري أكتوبر ونونبر 2013، بعدة مناطق منتجة للحبوب والقطاني عبر التراب الوطني، تشمل 12 مرحلة حيت ستحط الرحال بعد مرحلة سوق السبت أولاد النمة، باٌفليم الصويرة وآسفي وسيدي بنور وسطات وخنيفرة والخميسات والعرائش وسيدي قاسم ومولاي يعقوب وتازة وبركان.