استفاد حوالي ألف و500 طفل من ورشات الكتابة بالخط العربي والكتابة القصصية، خلال فعاليات الدورة السادسة لمهرجان القراءة، التي انطلقت صباح أمس الخميس، في جماعة بوهودة، بإقليم تاونات، تحت شعار "القراءة والذاكرة، دورة الراحل عبد العزيز مريد". قال محمد قرماد، خطاط مغربي، إن التركيز على تعلم الخط العربي يعود إلى ضعف الإقبال على الكتابة باليد من طرف الجيل الحالي، بعد غزو الحاسوب وأنواع متطورة من الآلات الكاتبة. وأوضح قرماد، في تصريح ل"المغربية"، أن الكتابة باليد تنمي مواهب الأطفال، وتوسع قدراتهم على استيعاب المعلومات، عبر تنشيط العناصر الرابطة بين الأطراف والدماغ، وأن مهارة الكتابة تعتبر من الفنون التي يمكن تطويرها وتوظيفها في عدد من المجالات، بما فيها الحياكة والهندسة، وجل الجوانب التي تدخل في عالم الديكور. ويعد محمد قرماد، حسب شهادة مشارك في مهرجان القراءة، من المواهب القليلة، التي عرفت بالخط المغربي، واحتلت عروضه الصدارة في العراق وتركيا، كما نال الجائزة الشرفية الدولية للخطوط العالمية في بكين بمناسبة انعقاد الألعاب الأولمبية. وشهدت ورشة الكتابة في مهرجان القراءة، التي نشطها قرماد، إقبال تلاميذ مؤسسات تعليمية مجاورة لمقر جمعية التنمية المحلية ببوهودة، إلى جانب أطفال قدموا من قرى نائية بإقليم تاونات. وأطلق على هذه الدورة اسم الصحافي الراحل، عبد العزيز مريد، تحت شعار "القراءة والذاكرة". وقال لحسن الشنتوفي، رئيس الجمعية المحلية للتعاون والتنمية بجماعة بوهودة، إن هذا يأتي احتفاء بعطاءات مريد المهمة في القصة المصورة، الموجهة للأطفال. وتوفي الصحافي المبدع عبد العزيز مريد في بداية أبريل الماضي. وستشهد الدورة الحالية من مهرجان القراءة، الذي نظم بدعم من وزارة الثقافة، وعمالة إقليم تاونات، وبشراكة مع جمعية ازدهار للنشر والكتابة والقراءة، ورشات حول الكتابة القصصية، والفن الفوتوغرافي، والكتابة السينمائية، والحكاية الشعبية، إلى جانب عروض مسرحية ومعرضين للكتب، يؤطرها باحثون وأدباء، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي، منهم المؤرخ عبد الأحد السبتي، وعالم الاجتماع والسياسة، عبد الحي المودن، وأحمد شراك، عالم الاجتماع، الذي سيتناول إشكالية القراءة بالمغرب في عصر تطور التكنولوجيا الجديدة.