تنظم الجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية، في جماعة بوهودة، بإقليم تاونات، بدعم من وزارة الثقافة وعمالة إقليم تاونات وجمعية ازدهار للنشر والكتابة والقراءة وجماعة بوهودة، الدورة السادسة من مهرجان القراءة من 10 إلى 13 أكتوبر المقبل. أطفال شدت الكتب انتباههم تحتضن هذه التظاهرة الثقافية، التي يستفيد منها أكثر من 1500 تلميذ بجماعة بوهودة أساسا، وجماعتي عين مديونة وتاونات المدينة، ورشات في الكتابة القصصية، والصحفية، والفنون التشكيلية، والخط العربي، والفن الفوتوغرافي. كما تقوم جمعية منتدى شهرزاد بتنشيط حلقات للحكاية الشعبية ضمن أنشطة هذه الدورة، التي تهدى إلى ذاكرة الفنان المتخصص في "القصص المصورة" الراحل عبد العزيز موريد. وتركز الجمعية المحلية للتعاون والتنمية اهتمامها بالدرجة الأولى على إشاعة ثقافة القراءة، سيما أنها تمتلك مكتبة غنية أنجزت في جزئها الكبير في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتفتح أبوابها أمام تلاميذ مركز الجماعة والدواوير التابعة للجماعة. وقال مبارك الشنتوفي، نائب رئيس الجمعية المحلية للتعاون والتنمية بجماعة بوهودة، في توضيح ل"المغربية"، إن شغفه بالقراءة، كان وراء تنظيمه مهرجانات للقراءة بقريته الجبلية، مشيرا إلى أنه قرر، منذ كان يقدم إلى أبناء قريته إلى جانب العديد من زملائه، دروسا في المعلوميات والرياضيات، أن يوجه اهتمام أجيال المستقبل إلى الاطلاع على ما جادت به أقلام الأدباء والفلاسفة والشعراء، ليكتشفوا عبر إقبالهم على القراءة عالم القصص والشعر والفن بشكل عام. وذكر الشنتوفي أن تلاميذ المنطقة كانوا يكتفون بالبرامج التربية، وكان الإلمام بما يجود به فضاء الكتاب غائبا منذ العديد من السنوات ببلدة بوهودة المنسية والتي جرى اكتشاف خبايا جمالها من طرف العديد من المغاربة، بفضل تنظيم المهرجانات واللقاءات. وبدورهم اكتشف آباء وأولياء التلاميذ أن فلذات أكبادهم أبانوا عن رغبة دفينة في اقتناء الكتب من المكتبة التي أسستها الجمعية قبل التفكير في تنظيم أول مهرجان للقراءة سنة 2008، يقول الشنتوفي، الذي أكد أنه عكس ما تروج له بعض الجهات أن المغاربة ليس لديهم إقبال على القراءة، والصحيح أن المغاربة لا يقرأون لأنه لا تقدم لهم الكتب التي تناسب ميولاتهم، إذ أن هناك تلاميذ أصبحوا مواظبين على قراءة كتب تكمل كسبهم للعلم والمعرفة، وهناك حالات لبعضهم أعارت أزيد من 500 كتاب لمؤلفين من مصر وتونس والجزائر، وهو مكسب مهم بالنسبة للشنتوفي. قدمت الجمعية المحلية للتعاون والتنمية، بعد خلقها المكتبة وتنظيم المهرجان الأول للقراءة، حسب الشنتوفي، نسخا لجمعية أخرى ببلدة خميس زريزار، وستتكرر التجربة نفسها بالنسبة لدارين للطالبات، إذ أن هاتين المؤسستين تؤثثان فضاءهما بمكتبة خاصة، تساهم في تنمية معارف الطالبات وتطوير أفكارهن، بفضل الاقتداء بالنموذج الذي انطلق بجماعة بوهودة. توجت الدورات السابقة لمهرجان القراءة بحضور كتاب فنانين وإعلاميين ومبدعين من قبيل ادريس الخوري، وبوشتى الحياني، وعبد العزيز مريد محمد قربال والصديق الحضاوي ونجبي العوفي وعبد الحمي العطار وجمال بوطيب. كان أول عمل ساهمت فيه الجمعية المحلية للتعاون والتنمية في جماعة بوهودة هو عملية نور لمحاربة الأمية وإبرام شراكة مع مشروع ميدا لغرس الزيتون، إذ جرى غرس 15 ألف زيتونة بشراكة مع الاتحاد الأوروبي.، كما قامت الجمعية بإصلاح عدد من العيون المائية التي تزخر بها المنطقة. تقدم الجمعية المحلية للتعاون والتنمية الاجتماعية بجماعة بوهودة التي تأسست في أواخر سنة 2000 خلال هذه الدورة، حسب المنظمين، ورشات ثقافية سيؤطرها، طيلة أيام المهرجان، أدباء وفنانون مغاربة إلى جانب برامج ترفيهية واجتماعية. كان هدف الجمعية الأساسي، منذ انطلاقها، هو النهوض بمستوى سكان المنطقة لإخراجهم من دائرة التهميش عبر خلق الثقة لديهم للمساهمة في التنمية المحلية، حيث كانوا يعتمدون على الفلاحة، واستغلال أشجار الزيتون والتين، غير أن الجفاف الذي مس المنطقة في السنوات الأخيرة انعكس سلبا على الثروات المائية، ففكرت الجمعية في جلبه من العيون المجاورة. تراهن الجمعية إلى جانب اهتمامها بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية، على الثقافة بواسطة خلق فضاء للقراءة يرمي إلى تعميم الاستفادة للأطفال والنساء.