قضى رجال الوقاية المدنية في ميناء المحمدية 45 دقيقة لإخماد "حريق" ناتج عن تسرب مادة غازية من محطة إلى أخرى خاصة بتخزين مواد بترولية، خلال عملية محاكاة لاندلاع حريق في محطة تضم سوائل قابلة للاشتعال، نظمت صباح أمس الخميس في ميناء المدينة، بشراكة مع إدارة المحيط الشمالي، والوكالة الوطنية للموانئ. عملية محاكاة لتجربة نجاعة التدخل السريع لإخماد حريق في ميناء المحمدية استهلت التجربة بإطلاق صفارات الإنذار، مباشرة بعد إشعار بتسرب لمادة غازية، صاحبها استنفار لمصالح متنوعة للتدخل، تضم رجال الوقاية المدنية والصحة. وجاءت التجربة في إطار تنفيذ المخطط الاستعجالي لميناء المحمدية الخاص بالتدخل السريع لاحتواء حرائق محتمل وقوعها بالميناء، والتعرف على مدى كفاءة ونجاعة تدخلات العناصر البشرية المدربة، وملاءمة المكونات اللوجستيكية المعتمدة لحجم الحرائق المحتملة، بغرض حماية حياة الأشخاص وتجنب كوارث بشرية ومادية. وتكشف المحاكاة عن حاجة المخطط الوقائي من الحرائق داخل الميناء إلى تقييم نجاعته واختبار كفاءته في تحقيق النتائج المرغوب فيها، إذ يخضع بشكل دوري لتجربة وتقييم مستوى تطبيقه واقعيا، وامتحان درجة التنسيق بين مختلف الفرق المتدخلة لإخماد الحرائق، وقياس عنصر الانسجام بين مختلف المتدخلين لحماية حقوق مستعملي الميناء والشركات الخاصة، التي تتوفر على مخازن داخل الميناء، حسب ما ذكره امحمد عثماني، مدير الشرطة والأمن والوقاية والبيئة بالوكالة الوطنية للموانئ، في تصريح ل"المغربية". ولم يستطع مسؤولو الميناء تحديد كلفة التدخل لإخماد الحريق، الذي تطلب احتواؤه 45 دقيقة، وتدخل مجموعة مهمة من العناصر البشرية، جلها من رجال الوقاية المدنية، إلى جانب استعمال العديد من حاويات متنوعة الأحجام، تضم مواد خاصة بإخماد الحرائق الناتجة عن المواد البترولية والغازية، واستعمال نسبة ضغط مرتفعة. وفي نهاية المحاكاة، تحول فضاء اندلاع الحريق المحاكى إلى بحيرة ماء شاسعة الأطراف، ناتجة عن كميات المياه المضغوطة للتغلب على الحريق، تكسوها طبقة من مادة بيضاء فوارة "رغوة"، شبيهة بزبد البحر، أو كسوة الثلج في المرتفعات.