انطلقت، الأربعاء، بالمركب الثقافي محمد السادس بمراكش، الدورة السابعة من سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، التي تشرف على تنظيمها جمعية "منية مراكش"، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وعاش الجمهور المراكشي وعشاق الموسيقى الروحية العريقة، خلال افتتاح التظاهرة، المنظمة على مدى أربعة أيام، لحظات مميزة من السماع والمديح والأنغام الصوفية في حفلات موسيقية روحية تتغنى بقيم الإسلام والمدائح النبوية في صيغة أذكار وأشعار صوفية، أحيتها المجموعة الأحمدية بمشاركة المنشدة بنت تيام من السنغال، ومجموعة الزاوية الشرقاوية للمديح برئاسة حمد الغرفي. وشكل الحفل فرصة للحضور لزيارة معرض فنون الكتاب المغربي، المنظم احتفاء بذكرى الكتبيين بمراكش، الذي يحتوي على مجموعة من الوثائق المخطوطة، كالكتاب المخطوط والكتاب ذي الطبعة الحجرية والمطبوع المعاصر، بالإضافة الى الكتاب المنسوخ طبق الأصل ووثائق مختلفة من ظهائر سلطانية ومكتوبات أخرى، ووثائق مكتوبة على قطع خشبية ونقدية. وسيكون عشاق هذا اللون الموسيقي، خلال التظاهرة المنظمة بشعار "السماع به تظهر حرية الشخص وإنسانية الإنسان"، على موعد مع ألوان مختلفة من الموسيقى والسماع الصوفي في حفلات فنية يطغى عليها الطابع الروحاني، تحييها مجموعات من المغرب، والسنغال، وسوريا وفرنسا، بعدد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها مدينة سبعة رجال. ويتضمن برنامج الملتقى، الذي يتمحور حول القيم الروحية وأفقها الكوني، مجالس للسماع، ومحاضرات ومذكرات ومحاسن المجالس، وورشات لتلقين فن الخط العربي تحت إشراف الخطاط عبد الغني ويدة. وستكرم هذه الدورة الراحل محمد الفايز، الجامعي والخبير في حضارة الماء بالمغرب والفنان مولاي عبد العزيز الطاهري، وتختتم الدورة بمجلس مذاكرة حول التراث المادي وغير المادي لمدينة مراكش، وجهود جمعيات المجتمع المدني في النهوض بإحياء النموذج العمراني لمدينة مراكش العتيقة وسبل تحقيقه. كما سينظم حفل "الصبوحي" أو ما يسمى بذهبية الشروق، وهي نوبة من نوبات الموسيقى الأندلسية المغربية "نوبة العشاق"، تقام فجرا احتفاء بطلوع يوم جديد، وذلك صباح غد السبت بقبة المنارة. وعلى غرار الدورات السابقة، ستنظم الأنشطة في معلمات ذات إرث تاريخي وشهرة كبيرة، مثل باحة مسجد الكتبيين، وقبة المنارة، والزاوية التيجانية، وقصر الباهية، وقصر سليمان، وأضرحة سبعة رجال، بحضور خبراء وباحثين وأساتذة جامعيين. وحسب جعفر الكنسوسي، مدير لقاءات سماع مراكش، فإن من أهداف هذه الدورة، إعطاء قيمة للهوية والتقاليد الثقافية والروحية بالمغرب، والاستجابة للحاجة الروحية والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار شيوخ الصوفية عبر التاريخ والأزمنة.