أحبطت الفرقة الأمنية السياحية بطنجة، أول أمس الأربعاء، ترويج كمية من مخدر "إيميديا" القاتل، الذي تسبب في عدد من الوفيات بشمال المملكة نتيجة تعاطي مستهلكيه لجرعات زائدة. ورصدت هذه المحاولة الجديدة لإغراق أحياء المدينة بهذا النوع الجديد من السموم بعد إيقاف مشتبه في الاتجار بالمخدرات دقائق قبل موعد إفطار أول أمس، بينما كان يروج سلعته. وحسب مصدر مطلع، اهتدت عناصر الفرقة السياحية إلى المعني بالأمر (م.خ، 27 سنة)، بعد استغلال معلومات حول نشاط مشبوه للمتهم في شارع إنجلترا، مشيرا إلى أنه نصب له كمين، أفضى إلى ضبطه متلبسا بحيازة 1800 قرص طبي مخدر من نوع (ريفوتريل)، و20 غراما من مخدر (إيميديا)، ومبلغ مالي تحصل عليه من عمليات بيع حبوب "القرقوبي"، وأربعة هواتف محمولة. كما أسفر التفتيش الوقائي الذي أخضع له المتهم، يضيف المصدر نفسه، عن حجز دراجة نارية من نوع "تي ماكس" يستعملها الموقوف في تحركاته لترويج المخدرات، مشيرا إلى أنه وضع رهن تدبير الحراسة النظرية قصد تعميق البحث معه، الذي يجري بإشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، لكشف المزود وباقي الأشخاص المتورطين معه في ترويج هذه السموم، قبل إحالته على القضاء ليقول كلمته في حقه. وظهر "إيميديا" أول مرة في هولندا وبلجيكا، قبل أن يبدأ في الانتشار بالمدن المجاورة إلى أن وصل إلى السوق المغربي، في سنة 2015. وتشير المعطيات المتوفرة حول هذا المخدر إلى أنه يباع على شكل مادة بيضاء صلبة تمزج مع قنينة ماء من الحجم المتوسط، ينتج عنها في النهاية مشروب يمكن استهلاكه بشكل جماعي من قبل أربعة أشخاص أو أكثر، وهو ما يفسر تزايد الإقبال عليه. وينتاب المتعاطي للمخدر القوي، بعد فترة وجيزة من الاستهلاك، شعور من الفرح والخفة وكثرة الحركة والكلام والطاقة، وهي الأعراض نفسها الشبيهة لدى المتعاطين لمخدر الكوكايين وأقراص "إكستازي". يشار إلى أن "إيميديا" تسبب، أخيرا، في وفاة فتاة ملهى ليلي في طنجة، بينما أدى إلى دخول آخرين في حالات غيبوبة شديدة، بسبب عدم ملاءمة قوة المخدر لقدرات المتعاطين على مستوى الدماغ والقلب، قبل أن يخضعوا لعلاج طبي مكنهم من استعادة وعيهم.