قال مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض بالرباط، إن "الانتماء إلى هذه المؤسسة يلزم بالانخراط الجاد في منظومتها وأهدافها الإستراتيجية"، مطالبا القضاة الجدد الملتحقين بالمحكمة ب "المساهمة في الجوانب التأطيرية، من خلال إنتاجاتهم الفكرية المستندة إلى تجربتهم العملية، بإعداد مقالات ودراسات وتعاليق رصينة يتم نشرها بإصدارات محكمة النقض". صورة جماعية للقضاة الجدد مع الرئيس الأول لمحكمة النقض وعدد من أطرها القضائية (خاص) أكد مصطفى فارس، في كلمته التي ألقاها بمناسبة اللقاء التواصلي، الذي نظمته محكمة النقض مع القضاة الجدد المعينين بها، تحت شعار "محكمة النقض: قيم، مهنية ورسالة"، على "ضرورة طبع المستشارين لقراراتهم على الحاسوب باعتباره من أدوات النجاعة القضائية وخطوة أساسية في تفعيل مشروع المداولة الإلكترونية، الذي تفاعل معه بشكل إيجابي عدد من الأقسام، وهناك حرص على تعميمه للوفاء بما التزم به في الخطة الإستراتيجية، والوصول إلى محكمة نقض رقمية". وقال الرئيس الأول لمحكمة النقض، بعد أن ذكر القضاة الجدد ب "الإرث الكبير والأمانة المرسومة على عاتقهم"، "لي اليقين أنكم ستنخرطون بسلاسة ويسر في مخططنا الاستراتيجي، الذي نروم من خلاله الحفاظ على هذا الإرث وتطويره، والوصول إلى محكمة نقض بقيم محددة ورسالة واضحة، وأهداف مسطرة حتى نكون في مستوى تطلعات المتقاضين، وحجم انتظاراتهم، ونساهم جميعا في إضافة لبنة جديدة وترك بصمتنا في مسار هذه المؤسسة التي نفتخر بالانتماء إليها حفاظا على حقوق الأجيال المقبلة، وما ذلك بعزيز، على همة وإرادة كافة العاملين بهذه المؤسسة ما داموا يشتغلون بضمير مسؤول كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة". وطلب مصطفى فارس القضاة الجدد الملتحقين، في إطار الدور المعرفي لمحكمة النقض، "المساهمة في الجوانب التأطيرية، من خلال إنتاجاتهم الفكرية المستندة إلى تجربتهم العملية، بإعداد مقالات ودراسات وتعاليق رصينة يتم نشرها بإصدارات محكمة النقض التي يقوم بإعدادها قسم التوثيق والدراسات والبحث العلميين"، بالإضافة إلى "التنسيق التام والتعاون مع مرصد الاجتهاد القضائي التابع للقسم نفسه والمساهمة الجدية والمبادرة التلقائية في كل المنتديات الثقافية واللقاءات العلمية، التي تنظمها المحكمة في إطار العمل الدؤوب والرغبة الأكيدة في نشر المعرفة القانونية والقضائية ومحاربة الممارسات الإدارية والقضائية السلبية وخلق منافذ للحوار والتواصل". وجاء في بلاغ لمحكمة النقض، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن محكمة النقض نظمت هذا اللقاء، الأربعاء الماضي، مع القضاة الجدد الملتحقين بها في إطار "تكريس التقاليد القضائية الراسخة المستندة على قيم العطاء الجاد، وتلاقح التجارب بين الأجيال بمنطق الأسرة الموحدة، وروح الفريق الواحد الذي يسوده الاحترام والإرشاد والتضامن، ونكران الذات". وشهد اللقاء، حسب البلاغ ذاته، "تقديم رؤساء الغرف بمحكمة النقض مجموعة من المداخلات القيمة والشروحات التي انصبت في مجملها على تقنيات النقض، ومنهجية تحرير الأحكام وضوابطها مع رصد لأهم المبادئ والتوجهات التي استقرت عليها محكمة النقض في القضايا المسطرية وإبراز لبعض الإشكاليات، التي أفرزتها الممارسة العملية، وكيفية معالجتها". وفي نهاية اللقاء التواصلي، قدمت للقضاة الجدد الملتحقين بالمحكمة "عروض وإضاءات حول تاريخ هذه المؤسسة وهيكلتها الإدارية والقضائية، ومختلف اختصاصاتها، وأنشطة أقسامها ومصالحها ومشاريعها المستقبلية، كما سلمت إليهم مجموعة من الوثائق العلمية".