اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم، بالمجازر القديمة لمدينة الدارالبيضاء، فعاليات الأيام الأولى لمهرجان البولفار بتقديم العديد من اللوحات الفنية، التي جمعت بين الغناء والرقص والاستعراض، وسط حضور جماهيري فاق كل التوقعات. تميز الحفل الختامي لهذه الأيام الثلاثة بمشاركة فرقة "الهيب هوب" الموريتانية "مونزا"، التي أتحفت الجمهور بقطع غنائية راقية، تناولت مواضيع السلام والتعايش والحوار والسلام، والحرية، قبل صعود نجم "الهيب هوب" باري، الذي أشعل حماس الجماهير بأغانيه الجامعة، التي تجمع بين مختلف الإيقاعات الموسيقية المغربية والعالمية، وكلماته التي ترصد الأوضاع الاجتماعية المغربية، محدثا حالة من الهستيريا حول المنصة، بعد اشتداد حماسة الرقص بين الحاضرين بمن فيهم المنظمون والإعلاميون. وشهد الحفل تتويج العديد من الفرق الموسيقية المشاركة في مسابقة "ترون بلان 2013"، وفازت بالمرتبة الأولى فرقة "ستون كرو" في فئة موسيقى "الهيب هوب"، وفرقة "ماد إن بلاد" في صنف "الفيزيون"، ولم يكن الاختيار بالسهولة نفسها بالنسبة للفائز بالمرتبة الأولى في صنف موسيقى "الروك والميطال"، إذ اضطرت لجنة التحكيم إلى منح الجائزة لفريقين اثنين، نظرا للأداء الجيد والمثير للفرق المتنافسة. ومن المنتظر أن يتم تسجيل قطعتين موسيقيتين للفرق الفائزة، بالإضافة إلى حصولهم على جائزة مالية بقيمة 10 آلاف درهم، زيادة على مشاركتهم في الأيام الثلاث الأخيرة للمهرجان، على منصة مركب "الكوك تينس" نهاية الأسبوع الجاري. وغير بعيد عن منصات الغناء والموسيقى، شهدت ساحة الباطوار عرضا مثيرا في رياضة التوازن، قدمه مجموعة من الشباب سيرا على الحبال، قاطعين مسافات طويلة بين أسطح المباني، بالإضافة إلى لوحات فنية راقية رسموها من خلال عروض بالعجلات والأعمدة المشتعلة. ولم يخل اليومان الأولان من تشويق وحماس، إذ سجل حفل الافتتاح مشاركة العديد من فرق الهيب هوب، أبرزها فرقة "م.ك كونيكسيون"، التي جمعت بين الفنان المغربي ماسطا فلو، وفنانين فرنسيين، وفرقتي "م بوي"، و"ديزيدروس" المغربيتين، بحضور جماهيري تزايد مع اقتراب الساعات الأخيرة من الليل، وكان تنوعه أبرز ما ميزه، إذ سجل الآباء والأمهات تجاوبا قويا مع ما قدم من عروض. وخصص اليوم الثاني لموسيقى الروك والميطال، بحيث عم الصخب والصراخ أرجاء الباطوار، عبر مشاركة العديد من الفنانين من بينهم فرقة "نوازو" المغربية، وعازفة الغيتار الهولندية يوري سوارت، التي أتحفت الجمهور المغربي بصوتها وعزفها القويين. ولم يغفل منظمو البولفار تخصيص حيز زمني لمحبي رياضة "البيكورس" عبر عروض مختلفة للعديد من الشباب القادمين من مختلف بقاع المملكة، حبسوا خلالها أنفاس الجماهير. كانت فكرة "البولتيك" ناجحة إلى حد كبير، خاصة بعد الإقبال الملحوظ على هذا السوق، الذي لم تخل جنباته من الزوار طوال الأيام الثلاث، حيث عرضت العديد من المنتجات الفنية والثقافية. ومن المنتظر أن تشهد منصة مركب "الكوك تنس" بالدارالبيضاء مشاركة أسماء وازنة في عالم الأغنية الشبابية، أبرزها الفنان الجزائري رشيد طه، وفرقة "بوب ماغريب" المغربية، والفرنسي ماد شير خان، وفرقة "ذا ديجيطال تيربانس"، التي تجمع بين فنانين مغاربة وإسبان، وغير ذلك من الفرق والفنانين المتميزين في عالم الهيب هوب، والروك والميطال، وموسيقى الفيزيون، على أن تختتم هذه الفعاليات يوم الأحد المقبل. وكان محمد مغاري قال في ندوة صحفية عقدتها اللجنة المنظمة للمهرجان، بالدارالبيضاء، بحضور عدد من الأسماء الفنية التي ستشارك في إحياء فعاليات النسخة 14، إن الهدف من تنظيم هذه الدورة هو الاستمرار في المشروع الفني الذي بدأه منذ 14 عاما، مثنيا على الجهود المبذولة لإنجاح هذه التظاهرة الفنية، سواء من طرف المنظمين أو الشركاء. وعبر مغاري عن سعادته بما أصبح يلقاه "البولفار" من تجاوب، وما حققه للشباب من فرص للبروز على الساحة الفنية، مؤكدا عزم المنظمين فتح آفاق الشهرة أمام عدد من الفرق الباحثة عن التألق.