من المنتظر أن تعرف تظاهرة «الترونبلان»، التي ستمتد من 82 ماي إلى غاية ال13 منه، مواكبة ما يفوق عشرة آلاف متفرج لمتابعة المسابقات النهائية في كل أصناف موسيقى الشباب في الراب والفيزيون والروك ميطال، والتي ستجري أطوارها بالمجازر القديمة إلى جانب أنشطة موازية أخرى. تنطلق يوم 28 ماي تظاهرة «الترونبلان» للموسيقيين الشباب والتي ستمتد إلى غاية 31 من نفس الشهر، وقد اختار المنظمون المجازر القديمة كفضاء لاحتضان هذه المبادرة بعد عملية فرز شملت مختلف الأنواع الموسيقية، حيث اشتغلت لجان التحكيم على العشرات من الملفات، وكانت موزعة على ثلاثة لجان بحسب اهتمامات أعضائها المتراوح عددهم ما بين11 و13 عضوا، ينتمون، كما أفادنا محمد مغاري (مومو) إلى عالم الموسيقى، مضيفا أن اللجنة المنظمة حافظت على الحياد التام ولم يكن لها دخل في عمل اللجان. وأشار« مومو» إلى أن معايير الانتقاء ارتكزت على معايير موسيقية محضة وعلى نوعية الكلمات المنتقاة،إضافة إلى عنصر الأصالة الإبداعية في عمل الفرقة، مردفا بأن العدد الذي تم انتقاؤه للمشاركة في الإقصائيات التي ستنظم بالمجازر القديمة لا يعني أن الفرق المقصية لا تتوفر كلها على المواصفات المطلوبة، فنحن كنا مطوقين بالإكراهات اللوجيستيكية والمادية، مبرزا أن الجمعية توصلت ب120 ملفا في لون الراب لوحده، وتمنى أن يجد هذا تفهما لدى الفرق المقصية. وعن حجم قيمة الجوائز التي سيتم رصدها للفرق الموسيقية الفائزة في النهائيات التي ستشرف عليها لجان تحكيم خاصة، كشف مغاري أن الفائز الأول بحسب كل صنف: (الفيزيون، الهيب هوب،الروك ميطال) سيحصل على شيك قيمته عشرون ألف درهم، ويحصل الفائز الثاني على عشرة ألاف درهم، ويقدم هذه الجوائز المحتضن الرسمي للتظاهرة، في ما ستتكفل جمعية البولفار بتسجيل أغنيتين لصالح كل فائز بشراكة مع بعض الأستوديوهات. هكذا فقد تم انتقاء ست فرق في لون «الفيزيون» أبرزها فرقة «براكا» من خريبكة و«موجة فيبراسيو» من أكادير وفرقة «ماد إن بلاد» من الرباط إلى جانب فرقة أخرى، ومجموعة واحدة من الدار البيضاء. وفي صنف الراب تأهلت تسع فرق اثنتان من الدار البيضاء وثلاثة من الرباط فيما تأهلت فرقة واحدة من المدن التالية فاس، الراشيدية، تزنيت. وفي صنف «الروك ميطال» تم انتقاء سبعة فرق ثلاثة من الدارالبيضاء واثنتان من تطوان ومجموعة واحدة من سطات ومن الرباط كذلك. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية البولفار سبق وأن حددت 17 مارس الماضي كآخر أجل للتوصل ب«مكيطات» الأغاني الشبابية، فكانت المشاركة واسعة في كل الأصناف. على مستوى الميزانية المرصودة لهذه التظاهرة صرح مومو ل«المساء» أن المفاوضات لازالت جارية مع محتضنين، وفي حال إذا ماتوفر الغلاف المالي المفترض حسب محدثنا، فإن الجمعية ستعمل على تجهيز خشبتين بدل واحدة، وإصدارها لعدد خاص من مجلتها «الكناش»، كما كشف مومو أن ميزانية السنة الماضية بلغت 400 ألف درهم، وسجل عجزاً على مستوى الدورة، وهو ما جعل الجمعية من وجهة نظره تؤجل هذه السنة البولفار وتحتفظ ب«الترونبلان»،على اعتبار أن التظاهرة الأولى كانت مفتوحة في وجه الفرق المحترفة المتواجدة في الساحة إلى جانب فرق أخرى من الخارج تتم دعوتها من طرف الجمعية. وبالنسبة لهاته التظاهرة المزمع تنظيمها نهاية شهر ماي أوضح مومو أن هناك فرقا قادمة من الخارج ستشارك ضمن الأنشطة الموازية ل«الترونبلان» وأن دعوتها جاءت حسب رأيه في إطار شراكات مع مهرجانات دولية أو مراكز البعثات الثقافية بالمغرب، وهي من سيتحمل نفقاتها. وأضاف مومو أن الجمعية اغتنمت فرصة تواجد هاته الفرق لتنظيم ورشات مع فنانين مغاربة إلى جانب قامات فنية ستجمع خمسة موسيقيين مغاربة بخمسة موسيقيين إسبان. وفي إطار الأنشطة الموازية أيضا ذكر بالعرض المسرحي حول ابن عربي الذي سيقدمه فنانون مغاربة، وإسبان، مضيفا أنه سيتم تنظيم معرض فوتوغرافي يجمع الفنان حسن الدرسي بمصور اسباني. واستطرد بالقول إن الجمعية ستنجز معرضا استيعاديا يغطي العشر دورات السابقة التي طبعت مسيرة «البولفار» تستحضر من خلال صورً أنجزها فوتوغرافيون مغاربة وأجانب ممن واكبوا هذه الدورات أهم اللحظات القوية في تاريخ هذه التظاهرة وستصحب بعرض حول« الإنتاج الكرافيكي» للجمعية بملصقات وإعداد مجلة «الكناش» وغيرها. وفي نفس السياق، أشار إلى الورشات الموسيقية التي سيتم إعدادها لفائدة الأطفال والشباب، دون أن ينسى التأكيد على تنظيم سوق للجمعيات يهدف إلى مساعدتها في البحث عن متطوعين من الشباب يرغبون في استثمار طاقاتهم حسب أنشطة هذه الجمعيات وأهدافها ورغبات واهتمامات هؤلاء الشباب. وعن التقديرات المفترضة الأعداد الجماهير التي يمكن أن يواكب هذه التظاهرة قدرها مومو بمعدل عشرة آلاف متفرج لكل يوم وقد يفوق هذا العدد،وبنا تقديراته على الأرقام السابقة المسجلة في الدورات الماضية والتي بلغت في بعضها مجملا 160 ألف متفرج توزعت مابين ملعب الكوك وملعب النادي الاولمبي البيضاوي. من جانب أخر،وفي رده على سؤال حول إمكانية متابعة الجمعية ومرافقتها في مسيرة الفرق التي ستفوز في هذه التظاهرة، أجاب مومو أن إمكانيات جمعيته لا تسمح بذلك لا على المستوى المادي ولا على مستوى الموارد البشرية، وبحسبه فإن الجمعية لها التزامات مع عشرين فرقة تحي لها سهرات في الخارج وتقدم لها الاستشارة الفنية والدعم اللوجيستيكي. وسجل مومو أن مسألة دعم هذه الفرق يجب أن تتحملها أكثر من جهة على المستوى الوطني وعلى المستويات المحلية، وذكر بأن هذه الفرق التي أثبتت نفسها في الساحة الفنية وتعرف أغانيها رواجا كبيرا لا تتوصل بمستحقاتها المالية وحتى إذا ما توصلت بها فإن حجم المبلغ يكون هزيلا ويدعو إلى السخرية، واستدل على ذلك بمجموعة «هوباهوبا» التي توصلت ب150 درهما من المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، مع أن نشأتها تعود إلى سبع سنوات.