رغبة في مشاركة نجومنا المغاربة لحظاتهم الحميمة، وتقاسم خصوصيات حياتهم الشخصية، تفتح "المغربية" هذا الركن، لتعيش مع الفنانين المغاربة أجواء فصل الصيف بكل ما تحمله من لحظات متعة ومرح، وتسأل ببساطة "فين غادي تدوز الصيف ديالك".. ما سر السواد الطاغي على أفلامك؟ بالعكس هذا الأمر لا ينطبق على جميع أفلامي، فعلى سبيل المثال فيلم "النظرة"، و"نورفيجيا"، يقل فيه مستوى السواد، والسواد الذي يطغى على بعض الأفلام مثل "كزا نيغرا"، و"زيرو" راجع لاشتغالي على السينما السوداء، وبالتالي فإنني مجبر على الاشتغال في الأماكن المظلمة. لماذا يقع اختيارك دائما على الدارالبيضاء لتكون مسرحا لأحداث أفلامك؟ هناك أفلام مستمدة من قصص واقعية حدثت في شوارع الدارالبيضاء، إلا أنني أختلف معك بعض الشيء فمعظم أعمالي تم إنجازها بعيدا عن العاصمة الاقتصادية، مثل فيلم "نظرة" الذي صور في آسفي، بالإضافة لمجموعة من الأفلام التي صورت في مناطق مختلفة من المملكة، ويبقى فيلما "كازا نيغرا، و"زيرو" الوحيدين المصورين في الدار البيضاء، بالإضافة لفيلم جديد أشتغل عليه حاليا بين أزقة البيضاء. اعتبر البعض "زيرو" تتمة "كازا نيغرا"، هل يعني ذلك أن هناك جزءا ثالثا يتمم هذه السلسلة؟ هذا أمر مغلوط فالفيلم الثاني ليس بتتمة للفيلم الأول، كما أن نوع السينما المقدم في "كازا نيغرا" يختلف عن نظيره في فيلم "زيرو"، لا أخفي تشابههما من حيث اللغة المستعملة في الحوار، ومكان تصوير الأحداث، إلا أن هناك اختلافا من حيث السيناريو، فالأول يحكي قصة شباب عاطلين عن العمل، وما يرافق ذلك من صعوبات، وتحديات تعصف بوضعيتهم الاجتماعية، أما الثاني فأبطاله شباب مثقف، ذوو مستوى اجتماعي راق، لكنهم يعيشون حالة من الاضطراب الاجتماعي. ما هو جديد نورالدين لخماري؟ بالنسبة للجديد فلا يمكنني قول الكثير بهذا الخصوص، لكن أستطيع إخبارك أنني أشتغل على تصوير بعض الأفلام في الفترة الراهنة، أحدها بمدينة طنجة، والثاني بالدارالبيضاء، لكون هذه الأخيرة تجمع مختلف أطياف المغرب، زيادة على كون شوارع هذه المدن تكتنز بالكثير من الظواهر الواجب تناولها. ما طبيعة علاقتك الوطيدة بالدارالبيضاء رغم كونك ابن آسفي؟ بالنسبة لي فمدينة الدارالبيضاء شكلت حلما منذ الصغر، وكان حافزي في التحصيل الدراسي هو زيارات للعاصمة الاقتصادية، وبحكم انتقالي إليها أصبحت "كزاويا"، أما آسفي فما زالت في الذاكرة، وكذا الأوراق الرسمية، ومعقل الأقرباء والأهل. الدارالبيضاء متحف غني بالمشاهد التي ينبغي تصويرها، فهي مصدر الحركية والحياة، مما يجعلها وجهتي المفضلة، على عكس باقي المدن التي تبدو أقرب للتراث بطابعها الهادئ والتقليدي. ما هو طموح نورالدين لخماري في ما يخص مستقبله الفني؟ هدفي الأول هو جلب الشباب إلى قاعات السينما، كما أسعى إلى تخليد أفلامي، وخلق نوع من الجدل والنقاش البناء حول أحداثها. كيف يعيش نورالدين لخماري حياته الخاصة بعيدا عن عمله كمخرج؟ لدي رغبة جامحة في عيش حياة عادية، بكل ما تحمله الحياة الشعبية من معنى، أتشارك من خلالها أطراف الحديث مع الرفاق على طاولات المقاهي، بعيدا عن "بروتوكولات" الفن والأضواء. أين اعتدت قضاء عطلتك الصيفية؟ وضعي تدمع له العين، فعلى مدى ثلاث سنوات لم أتذوق طعم الراحة، بسبب انشغالي المتواصل بالإخراج والتصوير، زيادة على كوني من محبي المناطق الهادئة، وحتى المناطق الأخرى المليئة بالحياة تستهويني، فالمغرب غني بالمناطق الخلابة التي تستحق الزيارة.