اختير الفيلم المغربي "كازا نيغرا"، للمخرج نورالدين الخماري، رسميا، لتمثيل المغرب في الدورة 82 لجوائز الأوسكار، في مدينة لوس أنجلس الأميركية، في مارس المقبل. غيثة التازي بطلة فيلم كازانيغرا (خاص) وأثار "كازانيغرا"، الذي يعتبر الفيلم العربي الوحيد المشارك في مسابقة الأوسكار، إعجاب أعضاء لجنة التحكيم، الذين أجمعوا على اختياره من بين 65 فيلما من مختلف أنحاء العالم، لخوض غمار مسابقة أفضل فيلم باللغة الأجنبية، بعد عرضه، خلال حفل نظمته الوكالة الأميركية للعلاقات العامة (كين كولار)، نهاية الأسبوع الماضي، بلوس أنجلس، بحضور بطلة الفيلم، الممثلة غيثة التازي. واعتبر المخرج، نورالدين لخماري، نجاح فيلمه عالميا، وحصوله على العديد من الجوائز، في مختلف المهرجانات التي شارك فيها، مستحقا، لصدقه في طرح موضوع الفيلم، الذي يترجم واقع المجتمع المغربي، دون كذب أو نفاق، مشيدا في الوقت ذاته بمجهودات طاقم الفيلم التقني والفني. وقال، في حديث إلى"المغربية" إن "أي عمل تتوفر فيه شروط المصداقية والجدية، يلقى تجاوبا كبيرا من الجمهور"، وأضاف أن أهم ما يميز الفيلم هو قوة الصداقة، التي تجمع كريم بعمر، وتوحد بينهما وتمنحهما الإصرار والعزيمة لمواجهة كافة العراقيل، التي تعترض تحقيق أحلامهما"، مشيرا إلى أن هناك نقطة أخرى تميز الفيلم، هي جماليته، وهو ما أجمع عليه النقاد، الذين اعتبروه عملا متقنا، ومحكم الصنع. وأبرز لخماري أنه حاول، من خلال "كازانيغرا"، الكشف عن الوجه الآخر لمدينة الدارالبيضاء، التي تحبل بمختلف التناقضات، في محاولة لإعطاء صورة حقيقية عن المدينة، كما هي عليه الآن. وتدور أحداث الفيلم حول صديقين فقيرين وطموحين، يتوق أحدهما للسفر إلى إحدى الدول الإسكندنافية، السويد أو النرويج، بينما يعيش الآخر قصة حب غير متكافئة مع مطلقة غنية. ويسعى لخماري، من خلال فيلمه، إلى تكريم المدينة، من خلال دق ناقوس الخطر، الذي يهدد جمالها، المتجلي في معمارها التاريخي، (الآر ديكو)، المنتمي إلى عشرينيات القرن الماضي، في مساءلة للذات، ومحاولة لتعرية واقع، طالما كان متواريا، وإن حاولت أعمال أخرى رصده. ورغم توقف السينما المغربية كثيرا، في السنوات الأخيرة، للكشف عن الوجه الآخر لهذه المدينة العملاقة، ب أفلام "الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء"، و"علي زاوا"، و"الدارالبيضاء باي نايت"، فإن لخماري أبدع بلغة الكاميرا لكشف هذا الواقع، الذي يلف الجميع بعنفه، ليصبح "كازانيغرا" الفيلم الأكثر شهرة عن المدينة، بعد الفيلم الأميركي "كازابلانكا"، لمايكل كورتيز، الأكثر تتويجا في تاريخ السينما حول هذه الحاضرة المغربية.