رغبة في مشاركة نجومنا المغاربة لحظاتهم الحميمة، وتقاسم خصوصيات حياتهم الشخصية، تفتح "المغربية" هذا الركن، لتعيش مع الفنانين المغاربة أجواء فصل الصيف بكل ما تحمله من لحظات متعة ومرح، وتسأل ببساطة "فين غادي تدوز الصيف ديالك". ما رأيك في الأصوات الشبابية التي تتصدر المشهد الفني المغربي في الفترة الراهنة؟ هم شباب ممتازون لهم أصوات جميلة جدا، لكن هناك إشكالا قد يكون مشتركا بين معظمهم، يكمن في تعاملهم غالبا مع الأغنية الشرقية والخليجية، في ظل قطيعة شبه تامة مع الأغنية المغربية، ونحن الذين اشتغلنا في مجال الأغنية الوطنية حققنا نجاحا ينبغي أن يتمه هؤلاء الشباب، للمضي بالأغنية المغربية قدما، لا أن يعطوها ظهرهم فهي الهوية والأصل. كيف ترى مستقبل الأغنية المغربية الأصيلة في ظل اكتساح موجة الأغنية الشبابية ؟ إذا كانت هذه الأغنية الشبابية نتاج لبحث في التراث المغربي، ومحاولة لإحيائه وتجديده فسوف يتميزون لا محالة، أما إذا انجرفوا خلف التقليد فقط، عبر تقديم أعمال شبيهة بأعمال الأجانب، فلن يجدي ذلك نفعا، فعلى سبيل المثال فن "الراب" دخيل على الساحة المغربية، ليست له علاقة بموروثنا الثقافي، لكن إذا قام محترفوه بمزجه بألوان مغربية، يمكن حينها أن يحققوا علامة تميز عن باقي الألوان المقدمة. ما هو جديد محمود الإدريسي ومتى سنسمعه؟ الجديد موجود دائما، أزيد من عشر أغان جديدة تم تسجيلها، لكن تداولها يبقى صعبا في ظل غياب حيز زمني مخصص لعرضها على قنواتنا الوطنية، خاصة في غياب قنوات وطنية متخصصة، والقنوات الثلاثة الموجودة حاليا تعتبر الأغنية آخر اهتماماتها، بل الأكثر من هذا أنها تعرض الأغاني الشرقية في تجاهل كبير للأغنية المغربية، فحاجتنا اليوم ملحة لقناة خاصة بالفن، نعرض من خلالها أعمالنا الغنائية، بالإضافة للأعمال المسرحية، والسينمائية المغربية. أين يفضل محمد الإدريسي قضاء عطلته الصيفية؟ أنا أسري بطبعي، لذا أمضي عطلتي متنقلا بين الدارالبيضاء، والجديدة، وأزمور، نظرا لكونها مدنا ساحلية، فضلا عن استقرار الأهل في هذه الأماكن، ففي الجديدة يقطن أصهاري، وابنتي هي الأخرى تسكن في مدينة أزمور، لهذا أفضلها عن باقي المناطق. ما الذي يعنيه لك حصولك على وسام ملكي؟ هي نعمة من نعم الله تعالى، وهذا التوشيح جاء في وقته المناسب، لأني كنت أسير في اتجاه العزوف عن الميدان الفني بصفة نهائية، لما أصبحت أشعر به من إحباط جراء الوضعية التي بلغها الفن الأصيل في يومنا هذا، لكن استقبال صاحب الجلالة شكل لي نقطة تحول، قررت بعدها المواصلة والبحث عن تقديم المزيد من الأعمال، خلاصة لكل هذا يمكنني أن أقول لكم إن هذا الوسام هو أفضل ما حصلته في هذه الحياة. من يقف وراء الإحباط الذي ذكرته؟ سببه الوضع المزري الذي أصبح يطبع المجال الفني، فنحن لا نجد فضاء لتمرير أغانينا، كما أن الجهات المعنية بهذه الأمور تفضل عرض الأغاني الشرقية باستمرار، وترك موروثها الخاص، وهذا مرض مزمن ينبغي معالجته لدى أطباء نفسيين، ففي جل زياراتي للخارج لم أصادف يوما أغنية مغربية تعرض على قنواتهم، أو إذاعاتهم، لهذا ينبغي معاملتهم بالمثل. ما رأيك في حضور أسماء جديدة بمختلف مهرجانات المملكة، في ظل غياب ملحوظ للأسماء المتمرسة؟ جوابي هو القولة الشعبية (الجديد لو جدة والبالي لا تفرط فيه)، والقائمين على هذه المهرجانات لهم نظرة مغلوطة لما يجري، يعتقدون أن سياسة تشبيب الميدان هي السبيل للتألق، وهذا عار، فكيف يتم تجاهل من قدموا الكثير للفن المغربي، حتى الفنانين الشباب ينبغي عليهم أخذ العبرة وانتظار يوم سوف يلقون فيه المعاملة نفسها، فالأصح والأرجح هو إعطاء كل صاحب حق حقه وعدم تجاهل من قدموا الغالي والنفيس في سبيل خدمة الأغنية المغربية.