جاء كتاب "فكرة الإخراج السينمائي... كيف تصبح مخرجا عظيما؟" نتيجة لتجربة التدريس التي قام بها الناقد السينمائي الأمريكي الشهير، كين دانسايجر، لطلبة الإنتاج السينمائي في جامعة نيويورك، بالإضافة إلى تجربته مع المنتجين وفناني المونتاج المحترفين في معهد "مارريتس بينجر" بأمستردام. الحلقة 7 بعد سنوات، وفي عام 2003، كنت أقوم بالتدريس في ورشة بأمستردام عن تاريخ المونتاج، كان يحضرها العديد من المنتجين وفناني المونتاج الذين أبدوا أسفهم لعدم حضور المخرجين هذه الورشة، فقد كان يجب أن يسمعوا ما يقال خلالها، هذا ما أخبرني به الحاضرون، ومن هنا جاءتني فكرة هذا الكتاب. وإنني أود أن أنهي هذا الفصل بالأفكار العشر التالية حول الإخراج، والتي أريد أشاركها مع القارئ: 1 – كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج تدور جميعا حول حكاية قصة، حيث يستخدم الكتاب الكلمات، بينما يستخدم المخرج الكاميرا وأداء الممثلين، ويستخدم المونتير اللقطات والصوت. إن الوسائل تختلف لكن الهدف واحد: أن تحكي قصة بأكبر قدر من الوضوح والقوة. 2 – صنع فيلم يمثل تحديا إبداعيا وتنظيميا، يشبه إدارة "بيزنس" صغير، وبالتالي فإن المخرج يحتاج فريقا إبداعيا (الممثلين، والمصورين وطاقمهم، فناني الصوت وطاقمهم، مصمم المناظر وطاقمه، المونتير وطاقمه)، بالإضافة إلى فريق تنظيمي (المنتج، ومدير الإنتاج، والمشرف على "الاسكريبت"، والمخرج المساعد)، ويجب على المخرج أن يخلق انسجاما في العمل بين الفريقين. إن دوره يشبه مزيجا من القبطان وقائد المعركة. 3 – هناك العديد من أساليب القيادة الفعلية. 4 – صنع فيلم يقتضي اتخاذ مئات القرارات كل يوم. 5 – ليست هناك حدود للمخرج يمكن عندها أن يقول إنه مستعد بما فيه الكفاية. 6 – الإخراج عملية تقنية، وذهنية، ووجدانية، وإبداعية. وبقدر ما توجد هذه الطبقات في عملية الإخراج فإن الفيلم سوف يصبح أكثر حيوية وحياة. 7 – الممثلون يجسدون عاملا حاسما في نجاح الفيلم، فهم الخط الأمامي الذي يأخذ على عاتقه المخاطرة الأكبر في عملية الإنتاج، وبسبب هذه المخاطرة فإنهم يستحقون الحصول على قدر كبير من الاحترام من المخرجين. 8 – شخصية المخرج تؤثر تأثيرا كبيرا في عملية صنع الفيلم، خاصة في مستوى الإخراج الجيد والإخراج العظيم. وأنا أعني بالشخصية ذلك المزيج الغامض من الأخلاقيات والسلوك التي تجعل الواحد منا مختلفا عن الآخر. وعلى العكس فإن الشخصية الزائفة لا يمكن أن تصنع إخراجا جيدا. 9 – يمكن أن تحكي القصة – سواء كانت تستغرق ثلاثين ثانية أو ثلاث ساعات – بالعديد من الطرق، والتفسير الذي يقدمه المخرج للقصة يعتمد على اهتماماته وحدسه ونظام معتقداته. وليس هناك تفسير أفضل بالضرورة من الآخر، إنه فقط يختلف، وهنا تكمن طريقة أخرى في رؤية الإخراج على أنه تعبير متفرد من جانب المخرج (إذا ما اعتبرنا النص رؤية موضوعية تنتظر المخرج لكي يقدم لها تفسيره الخاص). 10 – التكنولوجيا لا تقدم حلا للتحديات الإخراجية، فالتكنولوجيا هي التكنولوجيا، أما الإخراج فهو العامل البشري في المعادلة الإخراجية.